جائزة نوبل تبحث عن السلام… فوجدت ترامب!

عمران السكران

241

حين رشّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، لم نعد نعرف إن كنا نعيش في نشرة أخبار أم في حلقة جديدة من مسرح العبث السياسي.

الترشيح جاء خلال عشاء رسمي، وسط ضجيج المجاملات، وكأن السلام أصبح وجبة خفيفة تُقدّم على المائدة لا واقعًا يُصنع على الأرض.

نتنياهو – بكامل الجدية التي يملكها – قرّر أن مجرد التلويح بهدنة محتملة في غزة كافٍ لترشيح ترامب للجائزة التي مُنحت يومًا لمانديلا وكينغ.

فهل يكفي أن تُشارك في مفاوضات لا تثمر، أو أن تُدلي بتصريح “متفائل”، كي تتحول فجأة إلى أيقونة سلام؟

يبدو أن العالم، بدلًا من أن يتطور نحو حضارة إنسانية تعرف طريقها إلى التعايش، اختار أن يستقر في مهزلة حضارية، تُكرَّم فيها النوايا وتُتجاهل الضحايا، أطفال غزة يبحثون عن ما تبقّى من دفاترهم بين الأنقاض، والحديث في واشنطن يدور عن “فرصة تاريخية للسلام”.

لم نعد نُفاجأ بشيء، فالسلام اليوم لا يُقاس بالهدوء، بل بعدد المؤتمرات الصحفية، ولا يُصنَع في الميدان، بل يُحرّر في بيانات المتحدثين الرسميين.

أما نوبل، فقد تحولت في هذا المشهد إلى وسام مجاملة يُعلّق على بدلات السياسيين، لا إلى جائزة تُمنح لمن أنقذوا الحياة من فوهة الموت.

في عالم يختلط فيه من يشعل الحروب بمن يُكرّم على إطفائها، لم يبقَ لنا سوى أن نكتب… أو نضحك في صمت.. أو مجبرين على استنشاق رائحة مزبلة الحضارة التقنية التي لا تعرف شيء عن إنسانية الإنسان.

قد يعجبك ايضا