فوز ممداني وقيم الحرية والعدالة والكرامة

8

فوز ممداني وقيم الحرية والعدالة والكرامة

د نبيل الكوفحي

…كما كان متوقعا فقد فاز المرشح الشاب زهران ممداني في مدينة من اهم المدنالعالمية، والأكثر حضورا لليهود والرأسمالية والإعلام. فاز بنسبة تجاوزت ال ٥٠٪؜.

فاز برغم جملة من التحديات؛

فهو ذو أصول مسلمة إفريقية أسيوية ،

وعمره المبكر (٣٤ ) عاما، وحضور سياسي مبتدئ، فقد فاز قبلها كعضو مجلس بلديفحسب، وقد وقف ضده علانية عشرات المليارديرات (٢٦) ومئات المليونيرات، وجاهرترامب بعداوة له وتهديدات سياسية وشخصية، وهدّد بعقاب جماعي للمدينة واهلها،

ونظمت قنوات الإعلام المختلفة حملات تشويهاً له، وتم وصفه بمعاداة الساميةوالشيوعية، وانشق منافسه الديمقراطي اندرو كومو وترشح مستقلا برغم فوزه عليهبالانتخابات الداخلية للحزب،

وجاهر وافتخر بكونه مسلما مهاجرا وليس ذي مال، وتحدى الصهيونية العالميةبوقوفه ضد جرائمها في غزة واعلن عن إعتقال نتنياهو إذا وصل نيويورك، وربما غيرهاكثير وكثير.

فاز ممداني برغم تصريحاته بما يغضب اصحاب المال بزيادة الضرائب عليهم،وانحيازه للفقراء والطبقة الوسطى.

فاز بدعم متطوعين من قاعدة شعبية غير منظمة لشعورهم انه يمثلهم، وينحاز للقيمةالانسانية الكامنة في الانسان ذاته بعيدا عن لونه واصله وماله.

فاز بإقدامه واحترامه للعمال والسائقين وصغار العمال.

فاز بالوضوح المطلق في كل المواقف وبالإجابة الواحدة في كل المواقف، فلم يكنمتلونا ابدا.

فاز بعد ان حشد الباطل والاستبداد كل أدواته القانونية وغير القانونية واللاأخلاقية بكلصورها.

دلالات هذا الفوز كبيرة وكثيرة، لعل من أهمها ؛

ان السطوة الصهيونية على العالم بدأت بالأفول ، وقد كان لعدوانهم على غزة وابادةاهلها اكبر نقطة تحول في هذا،

وان الباطل والاستبداد مهما علا سيهوي سحيقا، وان المال مهما كثر وطغى لن يخرجالجميع من إنسانيتهم،

وان البشر المنحازين لانسانيتهم بداوا بالتأثير برغم تفرقهم، وان الشباب قادرون علىصنع المستحيل إذا امتلكوا الشجاعة والرؤية الواضحة،

وان العمل الشعبي الطوعي قادر ان يتغلب على الاحزاب العريقة وأموالها وسطوةزعمائها.

باختصار؛ فوز ممداني فرصة لاعادة شحذ الهمم، وإيقاظ اليائسين، والاعتماد علىالشباب، واعلاء شأن القيم الانسانية السامية كالعدالة والحرية والكرامة.

قد يعجبك ايضا