فقدان التوازن في موضوع الكلاب الضالة
فقدان التوازن في موضوع الكلاب الضالة
علي السنيد:
ضواري ووحوش تجوب الشوارع بالمئات، والالاف ليلا ونهارا وفي كل المحافظات ،وتهدد امن وسلامة اطفالنا ونسائنا ومواطنينا امام مرأى الجهات المعنية التي تلوذبالصمت العميق، ولا تبدي تجاوبا يذكر ازاء المخاطر التي تشكلها اسراب متكاثرة منالكلاب الضالة التي تسببت بعدة وفيات، واصابات بليغة لاطفال لا حول لهم ولا قوة.
ولا ادري كيف يسمح بترك هذه الوحوش تطارد اطفالنا الصغار، وتنهش اجسادهمالغضة، وتسلبهم الحياة، وتبث الرعب في نفوس الاردنيين، وخاصة في الصباح الباكر،ومرتادي المساجد فجرا وعند الالتحاق بالمدارس، والعمل، ومختلف الوجهات، وماهي اوجه الرحمة في ترك هذا الخطر الذي يتهدد حياة الناس في الشوارع العامة،وحال مغادرة بيوتهم، وكيف نبرر سكوتنا على ما تشكله هذه الكلاب من مخاطر علىالمجتمع بدوافع انسانية، ولا تتحرك انسانيتنا لمشهد طفل ينزف، وقد تم تمزيقوجهه، ولحمه بانيابها الحادة.
وهذه الكلاب السائبة لا تتبع لاي جهة مسؤولة عنها، وتتحمل المسؤولية عن تصرفاتها،وهي غير مدربة لكي لا تؤذي الناس، وقد تكاثرت بسرعة كبيرة، واصبحت مشاهدمرورها في الاحياء والشوراع ، وامكانية مهاجمتها المارة امرا مفزعا ويدعو للقلق.
وقد اوقعت العديد من الاطفال ضحايا لانيابها القذرة، كونها تقتات على الحاويات،وتركت اثارها في اجسادهم الغضة، واخضعتهم للعلاج في المستشفيات، وتلقوا الكثيرمن الابر لمنع انتقال امراضها اليهم.
وكذلك طاردت النساء وكبار السن، واصبح مشهد مرور هذه الدواب غير العاقلة مفزعافي المدن، ويتطلب اتخاذ القرارات المناسبة لحماية امن المواطنيين، وتجنيبهمانقضاض هذه الضواري عليهم بلا سابق انذار.
ولا شك ان البلديات في الاردن كانت لديها تجربة في حماية المجال العام من ايةمخاطر تشكلها الحيوانات الضارة على حياة الناس، والقاطنين في حدودها، وتستطيعان تكافحها، وتوقف هجماتها المباغتة على المارة في الطرق، ولم نكن نفقد التوازنبحيث تصبح هذه الحيوانات تهدد السلامة العامة.
والدولة الاردنية تكافح الجراد وتقتله عندما يداهم المناطق الزراعية، ولا تهادن معمختلف الحشرات التي تشكل خطرا على المزروعات، وتبيح القضاء عليها، وتقومالبلديات بحملات الرش لمكافحة القوارض، والناموس، ولا تقدم حياة هذه المخلوقاتعلى مصلحة مواطنيها، وحياتهم.
ولا ادري ما هي الفائدة التي تقدمها الكلاب الضالة للمجتمع حتى تصبح ضرورية فيالمشهد العام، وهي حيوانات مفترسة تتغذى على اللحوم ، وتنقض على فرائسها ، وقد استئنسها الانسان تاريخيا في الريف والصحاري لغاية حماية ممتلكاته واغنامه مناللصوص، والذئاب، ولم يكن يتم اطلاقها بالالاف على الناس كي تنهشهم، وتعتدي علىحياتهم، وحرياتهم في التنقل الآمن في المجتمع.
ولا يليق ان تبقى الدولة متفرجة ازاء تزايد مخاطرها على المواطنين، ومرتادي الطرقمشياً على الاقدام، ولا يوجد اي تقدمية تذكر في ترك هذه الضواري تمارس اخافتهالاطفالنا ونسائنا، وتحوم في كل الاماكن.
وحتى الحيوانات غير المؤذية كالاغنام فلا يتم تركها عادة طليقة، وتؤثر على حياة الناس،وانما هنالك قيود تتعلق بتربيتها بين الاحياء، وفي الاماكن السكنية.
وعلى الحكومة ان تستعين بخبرات وتجارب البلديات الاردنية في الماضي القريب،وكيفية مكافحة هذه الضواري التي تهدد امن المجتمع، وضرورة سحبها من المدن، وانتتخذ القرارات المناسبة التي نحمي بها حياة مواطنيها، ولو من باب حق الدفاع عنالنفس، وليس مراعاة لاية اعتبارات اخرى تسقط امام ضرورات امن المجتمع.