مبادرة تنظيم الظواهر الاجتماعية وتحفيزالمشاركة المجتمع
د.محمد ابو حمور
تتأثر الظواهر الاجتماعية بعدة عوامل منها المحدداتالدينية والثقافية والعادات والتقاليد والاعراف والظروفالاقتصادية والتطورات التكنولوجية.
وهي بالتالي تعكس طبيعة المجتمعات ومستوى تطورهاوهويتها الثقافية وكيفية استجابتها للمستجدات التيتتسارع في عالم اليوم بصورة غير مسبوقة،د.
ومن المفهوم ان التغير في الانماط والظواهر الاجتماعيةعادة ما يستغرق فترة أطول من تلك التي تتطلبهاالتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، ولذلك فان فهمالظواهر الاجتماعية وما يترتب عليها من أثر يشكلأحد أهم متطلبات الحفاظ على الاستقرار المجتمعيوالسير قدماً في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيزرفاهية المجتمع والاستجابة لطموحاته وتطلعاته.
شهدت الأوساط الاجتماعية مؤخراً جدلاً واسعاً حولمبادرة وزارة الداخلية الهادفة الى تنظيم الظواهرالاجتماعية عبر تعزيز العلاقات الاجتماعية والحد منبعض الظواهر السلبية التي تؤدي الى اثقال كاهلالمواطنين وتحميلهم أعباء اقتصادية وتكاليف باهظةتحولت في بعض الحالات الى نوع من المبالغةوالتباهي والمفاخرة وهذه ليست من غايات العاداتالاردنية الأصيلة التي تحرص على تقوية الأواصرالاجتماعية وتعزز التكافل والتكاتف بين أبناء المجتمعالواحد.
ومن هذا المنطلق جاءت المبادرة التي تهدف الى تبسيطوتهذيب بعض الظواهر الاجتماعية وتم نشرها علىالبوابة الالكترونية لوزارة الداخلية بهدف استطلاع آراءالمواطنين والتأكيد على أنها مبادرة طوعية وغير الزاميةويخضع تنفيذها او الالتزام بها او باي من جوانبهاسواء المتعلقه بالاعراس او الجاهات او بيوت العزاء فيالمدة الزمنية او عدد الحضور لرغبة المواطنين وقناعتهمبأهميتها ودورها في الحفاظ على الاستقرار المجتمعيعبر تمكين المواطنين من الوفاء بالتزاماتهم الاجتماعيةبسهولة ويسر وبأقل كلفة ممكنة.د.
وتمثل المبادرة دعما لمن يريد ان يطبق احد بنودها اويطبقها في جميع جوانبها امام المجتمع، ولا اريدالخوض هنا في اقتصاديات المناسبات الاجتماعيهبجوانبها المختلفة ما لها وما عليها.
في خضم جهود الاصلاح والتحديث التي تشهدهاالمملكة تبرز القضايا ذات الابعاد الاجتماعية والتي بلاشك تحمل في طياتها أثراً مباشراً وغير مباشر على مايمكن أن يتحقق من انجازات في ميادين الاقتصادوالسياسة والتحديث الاداري.
واليوم نحن في أشد الحاجة الى تعزيز العملالمؤسسي الذي يحفز المجتمع بمختلف أطيافه علىالمشاركة في المبادرات التطوعية التي تنبثق من الواقعالمعيشي للمواطنين وتساهم في التصدي للتحدياتالاقتصادية والاجتماعية.
وهذا لا يشمل فقط المبادرات الهادفة الى تهذيبوتخفيف التبعات المالية بل يشمل أيضاً المبادراتالايجابية كالاعمال التطوعية التي تساهم في تخفيفأثر بعض التحديات التي تواجه المجتمع مثل مشكلةالفقر والحفاظ على البيئة وزراعة المساحات الخضراءونظافة الساحات العامة والاعتناء بذوي الاعاقاتوغيرها من المبادرات التي تساهم في تعزيز المشاركةالمجتمعية في مختلف جوانب الحياة مما يعني تعزيزالانتماء والترابط بين أبناء المجتمع وتوفير أسس راسخةلتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة وشاملة.