قلعة عجلون .. إرث معماري يروي حكاية البطولة والصمود

38

تعد قلعة عجلون من أبرز المعالم الأثرية في الأردن وشاهداً على تاريخ ممتد منذ العهد الأيوبي بما تحمله من قيمة عسكرية وحضارية وثقافية جعلتها مقصداً للسياحة الداخلية والخارجية ووجهة مفضلة للزوار والباحثين في التاريخ.
وقال مدير آثار عجلون أكرم العتوم إن القلعة بنيت عام (580 هـ – 1184 م) بأمر من القائد عز الدين أسامة بن منقذ أحد قادة صلاح الدين الأيوبي لتكون حصناً منيعاً ضد هجمات الصليبيين ومركزاً لمراقبة الطرق التجارية.
وأوضح أن القلعة تضم خندقاً دفاعياً جافاً بعمق 20 متراً وجسراً متحركاً، إضافة إلى طلاقات سهام وسقاطات للزيت الحارق وكلها تعكس مستوى متقدماً من التفكير العسكري في ذلك العصر.
وبين أن القلعة شيدت من حجارة جيرية صلبة وتمتاز بعقودها وأقواسها المتقنة، مشيراً إلى أنها ليست مجرد مبنى أثري بل شاهد حي على تاريخ من البطولة وهوية متجذرة لأبناء المنطقة فضلاً عن كونها مقصداً سياحياً مهماً يحتاج لمزيد من الترويج والاستثمار.
من جانبه، قال الأكاديمي الدكتور خالد الجبالي إن القلعة ليست فقط حصناً عسكرياً بل ذاكرة وطنية ومعمارية تعكس براعة الهندسة الإسلامية في العصور الوسطى من خلال الأبراج والغرف المحصنة ونوافذ المراقبة والخزانات المائية.
وأشار إلى أن الحفريات الأثرية أظهرت وجود بقايا كنيسة تعود للعهد البيزنطي المبكر بجوار القلعة، ما يدل على أن الموقع ظل مستخدماً عبر حضارات متعددة.
يذكر أن القلعة تقع على رأس جبل عوف على بعد 73 كيلومتراً شمال غرب العاصمة عمان وتطل على أودية عميقة محاطة بالغابات الحرجية الكثيفة ما يمنحها مكانة خاصة تجمع بين الجاذبية الطبيعية والتاريخية.
(بترا)

قد يعجبك ايضا