التوت الأزرق.. فاكهة صغيرة بلقب “السوبر فود”

37

يعد التوت من أكثر الفواكه المحببة، لكن التوت الأزرق تحديدًا يكتسب شهرة عالمية بوصفه غذاءً خارقًا “سوبر فود”، لما يحتويه من تركيبة غذائية فريدة تجمع بين الفيتامينات C وK1، وعنصر المنغنيز، إضافة إلى مجموعة واسعة من المركبات النباتية الفعالة، وقد أثبتت أبحاث علمية أن إدراجه في النظام الغذائي بشكل منتظم يسهم في تعزيز صحة القلب والدماغ، وضبط مستويات السكر في الدم، فضلًا عن دوره في الوقاية من الإلتهابات.

تعافي العضلات بعد التمارين
من أبرز الفوائد التي يقدمها التوت الأزرق قدرته على دعم العضلات بعد النشاط البدني المكثف، فالتلف العضلي الناتج عن التمارين الرياضية يمكن التخفيف منه بفضل ما يحتويه التوت من البوليفينولات، وهي مركبات مضادة للأكسدة تقلل الالتهاب وتسهم في تحسين سرعة التعافي واستعادة القوة البدنية.

خزان طبيعي لمضادات الأكسدة
تعرف مضادات الأكسدة بقدرتها على حماية الخلايا من التلف والإجهاد التأكسدي،وفي هذا الجانب، يتفوق التوت الأزرق على فواكه مثل الفراولة والبرقوق والتوت البري، إذ يحتوي على نسب أعلى من هذه المركبات، خصوصًا الأنثوسيانين الذي يمنحه لونه الأزرق المميز ويعزز تأثيره الوقائي ضد الالتهابات والأمراض المزمنة.

غذاء للدماغ والذاكرة
لا يتوقف أثر التوت الأزرق عند الصحة الجسدية، بل يمتد إلى الوظائف الإدراكية، فقد بينت دراسات أن تناوله يساهم في تحسين الذاكرة والوظائف النفسية الحركية لدى كبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي، ولعل هذا ما يفسر تخصيصه كمكون أساسي في نظام MIND الغذائي الذي يجمع بين النظام المتوسطي ونظام داش للوقاية من الخرف والتدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر.

حماية القلب والشرايين
أمراض القلب تمثل السبب الأول للوفيات عالميًا، وقد أظهرت الأبحاث أن التوت الأزرق يمكن أن يشكل حاجزًا وقائيًا ضد تصلب الشرايين، من خلال الحد من الالتهاب وتقليل الإجهاد التأكسدي، وفي دراسة أجريت على أشخاص مصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي، ساهم تناول كوب واحد يوميًا من التوت الأزرق في تحسين مرونة الشرايين، وخفض مؤشرات تصلبها، إلى جانب تحسن مستويات الدهون، ما دفع الباحثين إلى التوصية بدمجه ضمن استراتيجيات التغذية الوقائية.

دعم الجهاز الهضمي
التوت الأزرق غني بالألياف الغذائية التي تنظم حركة الأمعاء وتمنح الشعور بالشبع، كما أنه يساهم في تعزيز صحة ميكروبيوم الأمعاء عبر زيادة أعداد بكتيريا نافعة مثل “البيفيدوباكتيريا”، التي تلعب دورًا أساسيًا في هضم الألياف ودعم التوازن البكتيري.

باختصار، يبرهن التوت الأزرق على أن الغذاء يمكن أن يكون دواء، وأن فاكهة صغيرة الحجم قادرة على تقديم فوائد كبيرة تمتد من الدماغ إلى القلب والعضلات والجهاز الهضمي، لتستحق بذلك عن جدارة لقب “السوبر فود”.

قد يعجبك ايضا