الأزمة الفلسطينية تتصاعد .. توسع استيطاني ومجتمع دولي تحت المجهر

كتب: محرر الشؤون السياسية

54

شهدت الساحة الإقليمية والدولية تصاعدًا ملحوظًا للأحداث، بعد الهجمات التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة، حيث أدان مجلس الأمن الدولي هذه الهجمات في بيان رسمي مشترك، مؤكدًا على ضرورة وقف التصعيد، وحماية المدنيين، ودعم الدور القطري في جهود الوساطة الإقليمية لاحتواء النزاعات المتلاحقة.

يأتي ذلك في وقت تشهد فلسطين أزمة حادة على الصعيدين الإنساني والسياسي، مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مخطط الاستيطان (E1)، والتي أكّد فيها أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، وأن المستوطنات في المنطقة هي جزء من سيادة إسرائيلية دائمة، في تحدٍّ صارخ للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.

وقد أدانت وزارة الخارجية الأردنية توقيع نتنياهو على خطة الاستيطان في منطقة (E1) وتصريحاته المتطرفة بشأن منع إقامة الدولة الفلسطينية، معتبرةً ذلك خرقًا سافرًا للقانون الدولي، وتقويضًا لحل الدولتين، واعتداءً صارخًا على حقّ الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

وأكدت رفضها المطلق لهذه الإجراءات الإسرائيلية الأحادية وغير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، التي تشكل انتهاكًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصًا القرار 2334، إضافة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبطلان ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في قطاع غزة، تستمر مأساة السكان، حيث أعلنت مصادر طبية عن استشهاد 53 فلسطينيًا منذ فجر اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي، بينهم 39 في مدينة غزة وشمال القطاع، كما بينهم 15 من منتظري المساعدات الإنسانية، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية العميقة التي يمر بها المدنيون.

وتواصل قوات الاحتلال تدمير المنازل والبنى التحتية في حيي النصر والشيخ رضوان، وفرض حظر التجوال وشن حملات اعتقال واسعة في طولكرم، بهدف تعزيز السيطرة على الأرض وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

كما جدد السيناتور الأمريكي فان هولن تحذيره من أن الحصار الشامل على غزة، الذي منع دخول المساعدات لأكثر من 78 يومًا، أدى إلى وفاة أعداد هائلة من المدنيين، معتبرًا أن فتح المعابر لا يتم إلا كوسيلة للضغط على السكان لدفعهم إلى مغادرة مناطقهم، في سياسات وصفها بالممنهجة وغير الإنسانية.

وأكد برنامج الأغذية العالمي أن النزوح الجماعي يعرض السكان للخطر في مناطق تعاني من المجاعة، ويترك المرضى والضعفاء عاجزين عن الحركة.

على صعيد آخر، استمرت العمليات العسكرية الإقليمية، حيث نفذت أنصار الله هجمات صاروخية على مواقع إسرائيلية في النقب ومطار رامون، بينما شهد شمال كردفان في السودان قتالًا متبادلًا بين الجيش والدعم السريع، مع سقوط ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين.

وفي مواجهة هذه الأحداث، أكّد نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ على أن الدولة الفلسطينية قادمة حتمًا، وأن إرادة الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال لا يمكن قهرها، مؤكدًا أن كل محاولات الاحتلال الاستيطانية، بما فيها مشروع (E1)، لن تمنع الفلسطينيين من تحقيق أهدافهم الوطنية المشروعة، بدعم الأشقاء والأصدقاء على مستوى العالم.

تظل الوقائع على الأرض في غزة والضفة والقدس انعكاسًا مأساويًا للتحديات الإنسانية والسياسية، حيث المجاعة، الحصار، الاستيطان، والتصعيد العسكري يشكلون معًا اختبارًا صارخًا للشرعية الدولية، ويدفع نحو ضرورة تحرك عالمي فاعل لإيجاد حل الدولتين وضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، كشرط أساسي لأي سلام مستدام في المنطقة.

قد يعجبك ايضا