الأطعمة المقلية والسكريات… متعة مؤقتة تنعكس قلقًا واكتئابًا وخمولًا.
بعد تناول وجبة دسمة من الدجاج المقلي مع مشروب غازي سكري، قد يظن البعض أن المتعة تقتصر على المذاق اللذيذ، غير أن هذا الشعور لا يلبث أن يتلاشى ليحل محله الخمول والكسل وتراجع الطاقة، وإذا كان معروفًا أن الأطعمة المقلية والسكريات ترتبط بزيادة الوزن وأمراض القلب، فإن دراسات علمية حديثة تكشف أن أثرها يمتد إلى الدماغ والمزاج أيضًا.
فبحسب تقرير نشره موقع Mass General Brigham حول تأثير الطعام على المزاج، فإن الإرتفاع السريع في مستويات الجلوكوز الناتج عن المشروبات الغازية والأطعمة السكرية يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الأنسولين، تعقبه مرحلة هبوط حاد في سكر الدم، هذه الدورة السريعة بين الإرتفاع والإنخفاض تفسر، وفقًا للخبراء، الشعور بالتعب وتقلب المزاج وصعوبة التركيز بعد فترة قصيرة من تناول الوجبة.
وليس هذا فحسب، إذ تؤكد دراسة موسعة أن الإستهلاك المنتظم للأطعمة المقلية يزيد خطر الإصابة بالقلق بنسبة 12% والإكتئاب بنحو 7%، وقد عزت الدراسة هذه النتائج إلى مركبات ضارة مثل “الأكرلاميد” التي تنتج عن الطهي في درجات حرارة مرتفعة، مشيرة إلى أن هذه المواد تعزز الإلتهابات وتؤثر في كيمياء الدماغ.
وفي سياق متصل، يشير خبراء التغذية إلى الدور المحوري لما يعرف بمحور الأمعاء–الدماغ، حيث تؤدي إلتهابات الأمعاء وتغيرات البكتيريا المعوية إلى إنعكاسات مباشرة على الصحة النفسية ومستويات الطاقة،فإن الأنماط الغذائية الغنية بالسكريات المضافة والزيوت الصناعية تفاقم حدة الإلتهاب وتزيد من تقلبات المزاج، في المقابل يساهم الإعتماد على الأطعمة الكاملة كالخضروات والفواكه والبروتينات الصحية والزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون البكر في تعزيز صحة الدماغ وتحسين المزاج.
وهكذا، لم تعد الوجبات السريعة مجرد تهديد صامت لصحة القلب والوزن، بل تظهر يومًا بعد يوم كعامل مؤثر على المزاج والصحة النفسية وجودة الحياة، ما يجعل الإختيارات الغذائية اليومية خط الدفاع الأول عن صحة الجسد والعقل معا.