لماذا تغيّرنا؟!
عبدالحافظ الهروط
عاش الشعب الأردني الموّحَد بمكوّنه ” الفسيفسائي”، عقوداً طويلة، كما لو هو عائلة تسكن بيتاً، عاشتها أجيال الماضي وبعض الحاضر، لا تزيد في أحسن الأحوال على ثلاث غرف.
مساكن بناؤها من الحجر والطين المجبول بالقش ، أو من رمل الأودية، حيث مدارس الأمس شاهدة على العصر، لا بل هناك أجيال عاشت في بيوت شَعَر مُشرّعة.
الأمان والاطمئنان، والجوع والفقر توائم، وهناك من كان ميسور الحال، ولكنه لم يخرج على الناس بشبع وجاه.
شعب، أفراده في تحاب وتعاون ونخوة، وعادات وتقاليد كريمة، وفضائل وقيم نبيلة، حرصوا عليها، ولم يفرّطوا بسلوك قويم، وخصومة تنتهي عند أول لقاء.. هكذا كانت الحياة ببساطتها وببركات ناسها.
يُذكّرنا آباء وأجداد: كل من قَدِم إلى هذا الأردن، اقتسم مع الأردني لقمة العيش وشاركه الهوية، وإن تنافسا في شيء، كان النهوض بهذا الوطن والدفاع عنه.
أيام العسرة، الجميع شركاء، وعند اليسر كان غنيّهم يسند فقيرهم.
التواصل لا ينقطع، ومن تقطعت بهم السبل ذهبوا إلى اقرب بيت دون معرفة، فكانوا ضيوفاً مكرّمين ولو أصحاب البيت في مخمصة، فـ”الضيف ضيف الله”.
في تلك الأيام، الفرح للجميع، وكم مناسبة تأجلت، لأنّ بيت عزاء قد نُصب لأحد من يسكن الحيّ، قريباً أو غريباً.
هذا وطن لم يكن إلا لأمّته، وهذا شعب لم يكن أحد يتوقع أن تأخذ بعض أفراده، متاهات الحياة، عندما تغيرت الثقافات والسلوكات، وصارت الدنيا أكبر همّهم، فجنحوا إلى أفعال يُنكرها الأردنيون، فكانت اليوم ظاهرة اجتماعية.
القتل بدم بارد، السطو والاعتداء على الممتلكات، تهديد المارة، الضجيج في الطرقات، التطاول على المال العام، الإقصاء في الوظائف، الترهل في العمل ، الغش، النفاق، التنمر، التمرد على الآداب العامة.
كل هذه الأمور، وغيرها، جعلت المجتمع في فوضى لم نعشها من قبل، انقسمت طبقاته إلى طبقتين: طبقة ترسم المستقبل لِذاتها، وطبقة تُقسم انها تعيش لكفاف يومها!.
هذه الفوضى باتت مكشوفة وتمارس على الارض، ومقروءة على وسائل التواصل الإخباري، يفعل ويتأثر الناس بها،صغيرها وكبيرها، فوضى جعلتنا نتغير، ضاربين في “تغريبتنا” و”تغريدتنا”عرض الحائط، فلا عادات تردعنا ولا قانون نلتزم به، فما الحل ؟
وقعت والدتي، رحمها الله، مغشّي عليها في الشارع العام، فالتفّ حولها جمع، أخذ بيدها “نشمي” على غير معرفة، إلى مكتبه الحكومي، مقدّماً كل مساعدة.
ظل لسانها يلهج له بالدعاء عند صلواتها، وكلما تذكّرت تلك الحادثة.
“إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم”.. صدق الله العظيم.
مساكن بناؤها من الحجر والطين المجبول بالقش ، أو من رمل الأودية، حيث مدارس الأمس شاهدة على العصر، لا بل هناك أجيال عاشت في بيوت شَعَر مُشرّعة.
الأمان والاطمئنان، والجوع والفقر توائم، وهناك من كان ميسور الحال، ولكنه لم يخرج على الناس بشبع وجاه.
شعب، أفراده في تحاب وتعاون ونخوة، وعادات وتقاليد كريمة، وفضائل وقيم نبيلة، حرصوا عليها، ولم يفرّطوا بسلوك قويم، وخصومة تنتهي عند أول لقاء.. هكذا كانت الحياة ببساطتها وببركات ناسها.
يُذكّرنا آباء وأجداد: كل من قَدِم إلى هذا الأردن، اقتسم مع الأردني لقمة العيش وشاركه الهوية، وإن تنافسا في شيء، كان النهوض بهذا الوطن والدفاع عنه.
أيام العسرة، الجميع شركاء، وعند اليسر كان غنيّهم يسند فقيرهم.
التواصل لا ينقطع، ومن تقطعت بهم السبل ذهبوا إلى اقرب بيت دون معرفة، فكانوا ضيوفاً مكرّمين ولو أصحاب البيت في مخمصة، فـ”الضيف ضيف الله”.
في تلك الأيام، الفرح للجميع، وكم مناسبة تأجلت، لأنّ بيت عزاء قد نُصب لأحد من يسكن الحيّ، قريباً أو غريباً.
هذا وطن لم يكن إلا لأمّته، وهذا شعب لم يكن أحد يتوقع أن تأخذ بعض أفراده، متاهات الحياة، عندما تغيرت الثقافات والسلوكات، وصارت الدنيا أكبر همّهم، فجنحوا إلى أفعال يُنكرها الأردنيون، فكانت اليوم ظاهرة اجتماعية.
القتل بدم بارد، السطو والاعتداء على الممتلكات، تهديد المارة، الضجيج في الطرقات، التطاول على المال العام، الإقصاء في الوظائف، الترهل في العمل ، الغش، النفاق، التنمر، التمرد على الآداب العامة.
كل هذه الأمور، وغيرها، جعلت المجتمع في فوضى لم نعشها من قبل، انقسمت طبقاته إلى طبقتين: طبقة ترسم المستقبل لِذاتها، وطبقة تُقسم انها تعيش لكفاف يومها!.
هذه الفوضى باتت مكشوفة وتمارس على الارض، ومقروءة على وسائل التواصل الإخباري، يفعل ويتأثر الناس بها،صغيرها وكبيرها، فوضى جعلتنا نتغير، ضاربين في “تغريبتنا” و”تغريدتنا”عرض الحائط، فلا عادات تردعنا ولا قانون نلتزم به، فما الحل ؟
وقعت والدتي، رحمها الله، مغشّي عليها في الشارع العام، فالتفّ حولها جمع، أخذ بيدها “نشمي” على غير معرفة، إلى مكتبه الحكومي، مقدّماً كل مساعدة.
ظل لسانها يلهج له بالدعاء عند صلواتها، وكلما تذكّرت تلك الحادثة.
“إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم”.. صدق الله العظيم.