محادثات الهدنة تتقدم: هل تنسحب إسرائيل بالكامل من غزة؟

66

في ظل المفاوضات المكثفة التي تشهدها القاهرة والدوحة وواشنطن، تقترب إسرائيل وحماس من التوصل إلى اتفاق هدنة شاملة، بعد أن تقلصت فجوة الخلافات بشكل كبير، إلا أن نقطة رئيسية لا تزال تعرقل الاتفاق النهائي: خارطة انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة خلال فترة الهدنة.
تصر حماس على انسحاب إسرائيلي كامل وشامل من القطاع، بينما تشدد إسرائيل على الإبقاء على تواجد عسكري في مناطق “استراتيجية”، تبرر إسرائيل موقفها بـ”الأمن الوقائي” ومنع إعادة تسليح الفصائل، خاصة في ممر صلاح الدين .
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن اليوم، أن إسرائيل “تقترب من إنجاز اتفاق مؤقت”، لكنه أكد أن “الحرب لم تنتهِ بعد” ومصرّ على “إكمال المهمة في غزة” المتمثلة في “تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية”.

وأضاف نتنياهو أن المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة تشهد تقدمًا ملحوظًا، خاصة بعد لقائه الثاني مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفًا المحادثات بـ”المثمرة”.
في المقابل، أعلنت حركة حماس اليوم موافقتها على إطلاق سراح عشرة رهائن إسرائيليين كخطوة أولى نحو تثبيت وقف إطلاق النار. وأكدت الحركة أن موافقتها على المقترح الأمريكي لهدنة تستمر 60 يومًا مرهونة بتحقيق “ضمانات واضحة لوقف دائم للحرب”، وانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل متدرج وواضح.

الوساطة الأمريكية: عقبة قابلة للحل؟
أفادت مصادر مطلعة على المحادثات أن الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف أبلغ الأطراف بأن “عدد النقاط العالقة تقلص من أربع إلى واحدة”، وهي “ترسيم مناطق انتشار القوات الإسرائيلية خلال الأيام الأولى للهدنة”. ووصف ويتكوف هذه العقبة بأنها “قابلة للحل في حال توفر الإرادة السياسية”.
وكشفت تسريبات صحفية نقلتها شبكة “Axios” في الثامن من يوليو 2025 أن إدارة ترامب قدمت تصورًا لخارطة انسحاب تدريجية تضمن أمن الحدود لإسرائيل، وتمنح حماس والمؤسسات الدولية فرصة تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار عبر الأمم المتحدة.
بالرغم من هذا التقدم، لا تزال بعض الملفات المرتبطة بالهدنة بحاجة إلى تفاهمات إضافية، مثل آلية توزيع المساعدات وطبيعة الإدارة المدنية للقطاع بعد سريان الاتفاق.
وتبقى خارطة الانسحاب الإسرائيلي هي العقدة الكبرى أمام إعلان هدنة شاملة.،ومع استمرار التصريحات المتضاربة حول مستقبل الحرب، يظل نجاح هذه المبادرة مرهونًا بإرادة الطرفين في تقديم تنازلات حقيقية تحفظ أرواح المدنيين وتفتح الباب لمسار سياسي أكثر استقرارًا في القطاع.
هل تعتقد أن الطرفين سيتمكنان من تجاوز هذه العقبة والتوصل إلى اتفاق هدنة شاملة قريبًا؟

قد يعجبك ايضا