عبرت الشط
رئيس التحرير - عبدالحافظ الهروط
كانت حلم الأردنيين الذين نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم والتوسع بها، بفكر وصفي التل، رحمه الله، ليأتي “خراجها” مع كل باخرة وطائرة.
هي الميناء الوحيد والرئة التي نتنفس منها عند الأزمات، فأطلق الأردنيون عليها “ثغر الأردن الباسم”.
زرتها في المرحلة الابتدائية، مع طلاب مدرسة لب في رحلة هي الأولى، وعدت اليها عقب امتحانات الثانوية العامة، هارباً من قيظ الصيف و”الحصيدة” التي كلما رأيت سنبلة جامدة عند الظهيرة، أو غازَلَتْها نسمة العصر في تمايل، تصورتها رمحاً يندفع إلى صدري، مع أن في سنابل القمح بركة، وجمالاً، وعيشاً مستوراً، بعد كل تعب شاق.
في المرة الأولى وعندما دخلنا مدينة العقبة، شاهدنا الأمواج التي سبقت وقت الغروب فحسبناها أسماكاً تسبح، وهذا إحساس وشعور ومعرفة عقول الصِبْيَة.
وفي المرة الثانية، دوّنوا إسمي ومن معي من أبناء العشيرة والقرية والمدرسة، في سجل عمال المينا (يعني عتال) وما أصعب العمل، فقد كان الإختبار الثاني لي، بعد عمل الحقل وغيره، مع الأسرة، حيث “العنابر”، وما أدراك ما “العنابر”، وخصوصاً عنبر ” الصودة الحارقة”!!.
نعم، هي العقبة، المدينة الأولى بعد مادبا التي شاهدتها في الطفولة وميعة الصبا، قبل أن تأخذني أيام وسنوات العمر، لأكون من روادها في عمل رسمي، وما أكثرها، فقد كانت وزارة الشباب (المجلس الأعلى للشباب) في العصر الذهبي للعمل الشبابي، أو كانت هناك زيارة.
ظلت المدينة آمنة من كل شيء يعكّر صفو حياة أهلها وكل من أقام فيها يوماً أو أكثر، أو بعض يوم.
توسعت العقبة في كل الاتجاهات، وتعددت فيها المؤسسات الرسمية والقطاعات الخاصة والشركات ورجال الأعمال.
ثارت حول تأسيسها خلافات واختلافات، فكانت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أُولى الحديث في الغرف الرسمية المغلقة، قبل أن يسيل عنه حبر كثير في وسائل الإعلام، فقد تأسست عام 2000 وبقانون لسنة 2001.
لا أُريد الخوض في التفاصيل عن دور هذه “السلطة” وغيرها من المؤسسات الحكومية والتجارية، لأنه سيكون لنا لقاءات مع المسؤولين في مدينة العقبة، ما استطعنا اليه سبيلاً، لنقف على دور هذا الجزء الجغرافي من هذا الوطن العزيز، وما له وما عليه، فالعقبة حاضرة بكل مكوناتها، سياسياً وسياحياً واقتصادياً واجتماعياً.
موقعها الاستراتيجي، وهذا قدَرُها، جعلها على مقربة من أشقاء، وعدوّ لا يؤتمن جانبه طُرفة عين، فهو لا يريد سلاماً لا في المنطقة ولا في العالم كله.
“العقبة اليوم الإخباري”،الذي اشتق من اسم المدينة العريقة، الضارب في جذور التاريخ العربي والإسلامي، والمنفتح على العالم في مختلف المجالات، سيكون هذا “الموقع الإخباري”، منبراً حراً للجميع في الفضاء الإعلامي، منبراً منضبطاً لا ينساق وراء الخيال والإغراءات بكل أشكالها، ولا يصغي للإشاعات التي تسيء للوطن، وتهدم سمعة وأخلاقيات وقواعد المهنة..على بركة الله، نبدأ، والشكر موصول للجهات التي أبدت تعاونها، والأشخاص الذين سارعوا إلى دعمهم، فأهلاً بها وبهم جميعاً.