يا ويل قلبي ..كل المسؤولين يدعمون كرة القدم ..ماذا قدمتم؟!

67

يا ويل قلبي .. كل المسؤولين يدعمون  كرة القدم.. ماذا قدمتم؟!

كتب: عبدالحافظ الهروط

هذا سؤال لكل مسؤول وصاحب ثروة في الدولة، بما فيها الحكومات والشركات والبنوك  ورؤساء مجالس الإدارات وأصحاب المدارس .

فجأة، صار جميع المسؤولين رياضيين ومحترفين لكرة القدم وداعمين للمنتخب الوطني!.

ماذا قدمتم ليفوز”النشامى” باللقب، أو يظهر بهذه الصورة المشرفة وقد تأهل لكأس العالم؟!!.

استثني بالسؤال، كل من ارتبط بظروف العمل عسكرياً ومدنياً،ومن تعذر عليه ملاحقة ” النشامى ” في قطر ، لظروف مادية.

وأستثني كذلك، المحبين للمنتخب وقد لزموا منازلهم، وعاشوا لحظة الفوز وغالبتهم دموع الفرح، وأكثروا الدعاء، دون أن يعلم بهم أحد، أو وسيلة إعلام.

اما الذين أعلنوا النفير وتظاهروا امام الشاشات وتراقصوا وتمايلوا واطلقوا الصفير والتقطوا صور ” السيلفي” وانتهزوا فرص الفوز ليقدموا التهنئة لتكون خبراً وصورة، فهؤلاء لم يقدموا الدعم  لشباب الوطن، لا من مواقع مسؤولياتهم الرسمية والخاصة، ولا من مالهم الخاص.. نعم، قدموا الكلام والظهور في الإعلام.

والأمر الآخر، وقد أخذ المسؤولون في القطاعين الرسمي والخاص، يطرحون أفكارهم النيّرة بالاستثمار السياحي والاقتصادي وبقية المجالات بعد أن حقق “النشامى” هذا الإنجاز والتأهل لكاس العالم المقبلة، فأين كان هؤلاء ومن سبقهم عن الاستثمار الرياضي، وهذه ملاعبنا ومرافقنا التي تآكلت لتتأجل المباريات، وإذا ما أعيدت لها صيانة، تكون مغلقة مع أول “زخة” مطر.

هذه واحدة وكارثة بحق شباب الوطن وبحق الرياضة الأردنية.

أما الثانية، فقد خاض المنتخب الوطني الحالي ، ثلاثة اختبارات صعبة للغاية، جميعها كفيلة بأن تخرجه من المنافسة مبكراً:

كاس آسيا وكاس العالم ٢٠٢٦ وكاس العرب، ولكن الأردن ممثلاً بـ “النشامى” كان أقرب الآسيويين والعرب إلى اللقب، فعانده الحظ في الاولى ٢٠٢٣ والثالثة التي انتهت الخميس الماضي، ولكنه كان أول الأشقاء المتأهلين مباشرة إلى الحدث الأعظم، وهذا هو الأهم.

في هذه المشاركات، قابل منتخبنا البطل منتخبات شقيقة وصديقة، تقدّر الكلفة المالية لمرافقها الرياضية وعملها والعاملين عليها، أكثر من مديونية الأردن التي يدفع الأردنيون ثمنها، وهم يعجزون عن معرفة اسبابها، إلا أن يقولوا:ما هو نصيب القطاع الرياضي من مديونية المليارات، حتى يدّعي هناك مسؤول ويتشدق بدعم الرياضيين؟!.

كمواطن، أدرك كم كان طموح الأردنيين البسطاء والمحبين صدقاً للوطن ولـ”النشامى” بأن يحققوا اللقب في كاس العرب، وكاد يتحقق، ولكنها كرة القدم التي تحدث فيها كل المتناقضات، وقدر الله وما شاء فعل.

وهنا، ليعذرني كل من يعرفني، أن أكون حاداً في هذا الذي أقوله: إن عدم فوز “الأبطال”بهذه البطولة، كان إكراماً لهم، والسبب، حتى لا يقول أي مسؤول، إنني/ إننا،وراء هذه الانتصارات وتتويج الأردن بطلاً !!.

أعذر كثيراً من الأردنيين البسطاء لاندفاعاتهم وعواطفهم ورغباتهم بالفوز ، ولملاحظاتهم حول المدرب جمال سلامي، وأن هذا اللاعب أخطأ وذاك لم يُشرك في المباراة، وغيرها من ملاحظات، ولكن، أن يسخر صحافيون وإعلاميون خدموا ويخدمون في مؤسسات إعلامية لسنوات طويلة.. أن يسخروا من المدرب واللاعبين، فهذا قمة الظلم والتجني، والجهل بحد ذاته.

لم يبق إلا أن يقول هؤلاء وأمثالهم: سلامي سلّم المباراة لأبناء جلدته، كما قالها صحافي من هذه الشاكلة لخسارة منتخبنا قبل سنوات.

كرة القدم، نكّست وتنكّس أعظم المنتخبات وأعظم فرق الاندية وجماهيرها في العالم، ومع ذلك، تستمر هذه اللعبة، وتتقلب النتائج بين الفوز والخسارة، في طرفة عين.

أكتب من وجع وطني، لأنني أعتز بكل من يفعل إنجازاً في كل الاتجاهات، أما الذين تركوا شباب الأردن ليخوضوا منافساتهم في مجالاتهم وبصدور عارية وأقدام حافية وضيّقوا عليهم عيشهم، فهؤلاء ليس لهم وصاية، لا على وطن ولا على مواطن.

جميل أن يمنح الملك الجنسية الأردنية للمدرب سلامي، لأنه لم يخن الأمانة، ولم يفرّط بالمسؤولية، وعاد مع “سفراء الوطن” من الدوحة بالسمعة الرائعة ومعهم “الغنايم”، ومنذ هذا الخبر، سنظل نخاطب في الإعلام سلامي بـ”النشمي”.

حفظ الله الأردن، وكل التوفيق للأبطال النشامى

قد يعجبك ايضا