الداوود منتخبنا ظهر بثوب البطل والعياصرة “يكشف المستور”

87

رحلة “النشامى” في الكؤوس الثلاث

الداوود منتخبنا ظهر بثوب البطل والعياصرة “يكشف المستور”

العقبة الإخباري-عبدالحافظ الهروط

ما تزال مجريات اللقاء الختامي لكاس العرب بين المنتخبين الأردني والمغربي تتراءى أمام أنظار مواطني البلدين وتموج في رؤوسهم، لا بل هناك من هو مصدّق وغير مصدّق بأن يظهر  اللقاء متقلباً لينحاز إلى هذا أو ذاك، لحمل اللقب.

التقدم المغربي بهدف مفاجىء ومبكر جداً، وبالطريقة التي شاهدها كل من حضر  المباراة، وتابعها عبر الشاشات، والرد الأردني المبكر في الشوط الثاني وتعزيزه بهدف ترجيح الكفة، هذا الانتقال في التسجيل ، هو ما جعل الحدث الكروي ” على كف عفريت”ومثيلاً لما يحدث في بطولات عالمية، وخصوصاً عندما نجح المغاربة في تعديل الكفة في وقت قاتل ليلجأ المنتخبان إلى شوطين إضافيين.

الحديث عن “الحلم الأردني ” في نيل اللقب، وقد حط في الدار البيضاء بدل عمّان، توسّع فيه نجم المنتخب الوطني ونادي الرمثا الأسبق، المدرس في جامعة اليرموك د. راتب الداوود، والصحافي في ” الرأي” محمد العياصرة، وبددا كل المهاترات الفنية والإعلامية التي تنهش  “النشامى” والجهاز الفني، لعدم قدرتهما على تحقيق ما يحلم به الأردنيون، مع أنه المنتخب ذاته، والجهاز الفني بـ”شحمه ولحمه وعظمه” الذي وضع الأردن على خريطة نهائيات كاس العالم ٢٠٢٦.

  • الداوود:

بداية، اقول إذا خسرنا نتيجة تحدث لأي منتخب في العالم، فقد كسبنا منتخباً أشاد به كل من شاهد البطولة والإعلام العربي والآسيوي، وأعلى شخصية في الاتحاد الدولي”فيفا” ممثلا برئيسه جياني انفانتينو.

منتخب تجاوز بقيادة فنية عالية،  القارة الآسيوية إلى كاس العالم، وظهر في ثوب البطل في كاس العرب، وفي تطور غير مسبوق للكرة الأردنية، هذا يكفي، وعلينا أن نفخر به.

منتخب واجه منتخبات فازت في بطولات عربية وآسيوية وتأهلت لكاس العالم أكثر من مرة، وتستند إلى مرافق عالمية ودعم مالي لا يقارن بين دولتنا  ودولهم، ومع ذلك، يحمل سِجِلّنا تأهلاً لكاس العالم ٢٠٢٦ ولأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية، ووصافة مرتين ، وهذا لم يتحقق من قبل، ولكن حققته العناصر الحالية وهي عناصر ممتازة.

أما الوصول إلى نهائي كاس العرب، فقد رشحه نقاد ومحللون وإعلاميون لهم حضورهم المهني وخبراتهم، فكان النشامى عند وعدهم.

ورغم أنهم واجهوا الطرف المقابل الذي يتسلح بخبرات فنية أوروبية، فقد كاد منتخبنا أن يحقق رغبة الأردنيين، إلا أن ظروف المباراة وأموراً أخرى انحازت إلى صاحب الخبرة والتفوق الفني.

لا نريد أن نجعل من عدم الحصول على الكاس مثار جدل، فهناك كثير من المنتخبات تخسر البطولات وهي أحق بها أو كانت الأفضل أداء.

ومثلما شارك المنتخب المغربي بعناصر يقال عنها ” الصف الثاني” وهي مرشحة لتعزيز التشكيلة الرئيسية للمنتخب الأول، فإن منتخبنا وصل إلى النهائي بغياب عناصر مؤثرة، إلا أنه يُسجّل للمدير الفني الوصول بهذا المنتخب إلى المشهد الختامي وهذا المستوى العالي المشرف والذي يمكن البناء عليه للذهاب إلى كأس العالم المقبلة ونحن بأحسن حالة فنية.

ولا ننسى أن هداف البطولة الأردني علي علوان، وهذا اللقب له قيمة معنوية وفنية كبيرة ، ويعكس الأداء الجماعي والروح العالية والثقة بالنفس لتحقيق أي مكسب يصب في مصلحة اللاعب الأردني.

-العياصرة

بدوره، قال العياصرة: قبل نحو عامين، كان المدرب الوطني عبدالله أبو زمع يلتحقبمعسكر النشامى في الدوحة قبل أيام قليلة من انطلاق نهائيات آسيا 2023، في مشهدما يزال يستوقفني حتى اليوم لأسباب عديدة، وفي مقدمتها حالةعدم اليقينالتيرافقت المنتخب الوطني في رحلته إلى قطر، حتى من اتحاد كرة القدم نفسه!

في ذلك الوقت، ربما كانت النتائج السلبية تحت قيادة المدرب المغربي الحسين عموتةتثير الشكوك” حول طريق النشامى في البطولة، بل ومستقبل الجهاز الفني ذاته.

ومع وصول أبو زمع متحفزا لتولي المهمة “مؤقتاً” في حال صدور قرار الإقالة، جاءتالنتائج بعكس توقعات الجميع، ومضى المنتخب الوطني بثبات حتى المشهد الختاميمن البطولة، ولامس المجد دون أن يعود بالكأس إلى عمان.

مضت الأيام والمنتخب يقدم مستويات جيدة في تصفيات كأس العالم، ثم بلغ الدورالحاسم، ثم ودع عموتة الدكة “لأسباب شخصية”، حتى جاء جمال السلامي يحمل إرثاًثقيلاً من مواطنه، وطموحات كبيرة ينتظرها الشارع الرياضي الذي كانت الشكوك ماتزال تساوره بشأن جاهزية النشامى وجدية الوصول إلى المونديال.

مضى النشامى والسلامي بثقة نحو كأس العالم 2026 ولأول مرة في تاريخ الكرةالأردنية، ليرسم المنتخب الوطني لوحة براقة غلفها الشعور ذاته، عندما كان يهمسالبعض بأن التأهل جاء بالفوز فقط على فلسطين وعُمان، وأن النتائج الأخرى هي منوضعتنا في المونديال مبكراً!

حسناً،، هنا كأس العرب، حيث تنوع المدارس الكروية والروح القتالية والأدواتوالمواهب والأسماء، وقد ظهر جلياً قبل البطولة وخلال أمتارها الأولى حالة الشكالعربي والمحلي أيضاً بقدرة  النشامى” على الوصول بعيداً، وسط تحليلات ضجت بهاالقنوات العربية والمنصات، تضع المنتخب الأردني في خانة المغادرين من الدور الأولأو ربع النهائي على أبعد تقدير.

لكن المنتخب الوطني فرض حضوراً استثنائياً وحصد انتصارات متتالية وضعته فيالمشهد الختامي أمام المغرب، قبل أن يقدر الله الخسارة في الأشواط الإضافية، بعدملحمة فنية عالية المستوى اعتدنا مشاهدتها فقط في الأدوار الإقصائية بدوري أبطالأوروبا أو المونديال.

لقد أخرجت كأس العرب الشارع الرياضي من “بحر شكوكه” بالنشامى واستحقاقهلبلوغ نهائي آسيا والمونديال، إلى “شاطىء اليقين” بأن المنتخب الوطني بات عملاقاًقارياً وعربياً ومرشحا فوق العادة لمنصات التتويج، متسلحاً بجيل عظيم من اللاعبين،وجهاز فني يدرك تماماً ماذا يريد، ويشاركنا طموحاتنا وأحلامنا وثقتنا بما نملك منأسماء وقدرات.

علينا أن نفتخر بما حققه النشامى، ونشعرهم بثقتنا بهم على ما قدموه في السنواتالأخيرة، وأن ننظر في الوقت نفسه إلى ما يمكن فعله ليواصل المنتخب الوطنينجاحاته وإنجازاته وتقدمه.

ربما آن الأوان لاستحداث دائرة خاصة بالمنتخب الوطني الأول، تحظى باستقلاليتها فيقراراتها وخياراتها وخططها وميزانيتها وتسويقها واختيار كوادرها، بارتباط مباشر برئيسالاتحاد، الأمير علي بن الحسين، دون وسيط أو تداخلات من أطراف أخرى في الاتحاد،وهنا بيت القصيد.

تبقى الإشارة إلى أن التشكيلة الأساسية التي خاضت نهائي كأس آسيا، ظهر منها خمسةلاعبين فقط في قائمة السلامي الأساسية أمام المغرب في المشهد الختامي لكأسالعرب، ما يؤكد العمل الكبير والتغيير الواسع للجهاز الفني للنشامى في أقل من عامونصف على توليه المهمة، والله الموفق.

قد يعجبك ايضا