الرئيس يهدد بالتهجير إلى الأردن

16

ماهر ابو طير

عاد الرئيس الأميركي مجددا إلى قصة تهجير الغزيين إلى الأردن ومصر، وتصريحهالجديد، سبق أن تحدث بمثله بعد عودته للحكم.

في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية يقول الرئيس الأميركي عن الغزيين أنالولايات المتحدة الأميركية ستعمل على أن يحصل جميع الأشخاص الذين يعيشون فيغزة على منازل لائقة في مختلف أنحاء المنطقة، مصر لديها الكثير من الأراضي، والأردنلديه الكثير من الأراضي” وهذا التصريح يأتي بعد اتفاق وقف النار.

الذي يراقب تصريحات الرئيس الأميركي يكتشف أنه يعتمد أسلوبا يتسم بثلاث سمات،أولها كثرة التصريحات في الطائرة وعلى الأرض وفي الملف وفي مكتبه وفي إجازته فهوالزعيم الأكثر كلاما في العالم، وثانيها أن لا مشكلة لديه في قول الأمر ونقيضه في كلالقضايا فقد يقول شيئا ثم يعود ويقول عكسه، ثم يأتينا بتصريح يناقض السابقين، أماالسمة الثالثة في تصريحاته فهي سمة الاضطراب المتعمد فهو يصرح بشكل يؤكد انهليس ضمانة في أي موقف أصلا.

ما سبق يعني أن مخطط التهجير لم ينته، وقد قيل مرارا انه بمجرد الحصول علىالأسرى الإسرائيليين الأحياء ستتم العودة إلى المخطط الأصلي أي السطو على أرضالقطاع والعمل على تهجير الغزيين بشكل طوعي خصوصا مع بنية القطاع المنهارة،والظروف السيئة.

حين يستشهد أكثر من 80 ألف فلسطيني عشرة آلاف منهم تحت الأنقاض، ويتم تدمير90 بالمائة من مساكن القطاع، بشكل كلي أو جزئي، لتصبح الأنقاض مشكلة بحاجة فيبعض التقديرات إلى 15 سنة لإزالتها، والإعمار بحاجة إلى أكثر من 80 مليار دولار، وهيعملية قد تستغرق 30 سنة في بعض التقديرات بلا مدارس ولا مستشفيات ولا اقتصادولا مساكن ولا فرص عمل، تكون واشنطن قد هيأت البيئة لخروج الناس طوعا، مع أولمبادرة سيعلن عنها.

الكلام السابق ليس مطعنا في وطنية الغزيين، فلا أحد يزاود عليهم، لكنهم صنعوا لهمظرفا يستحيل معه القدرة على العيش، ولن يكون غريبا أن يتم الإعلان عن مبادرات منجانب دول معينة لاستقبال الفلسطينيين، خصوصا، بعض الدول الأفريقية والآسيويةالبعيدة، فيما ستخرج أعداد مع فتح معبر رفح ممن لهم قدرة مالية، أو أقارب فيالخارج، سيقومون بمساعدتهم للخروج المؤقت في هذا الظرف.

عودة الرئيس الأميركي للتهديد بالتهجير لمصر والأردن، تعني الجوار الجغرافي لقطاعلغزة أي مصر، والجوار الجغرافي للضفة الغربية أي الأردن، وهذا يعني أنه في مرحلة ماسيتم تصنيع ظروف، أو ممارسة الضغط الاقتصادي والعسكري لإجبار البلدين علىاستضافة فلسطينيين، وإذا كانت الدولتان تعلنان أن التهجير خط أحمر، إلا أن الإدارةالأميركية تلوح بالتهجير، ولا تستمع لكل الاعتراضات التي يعلنها الأردنيون والمصريونوسط هذه الأزمة.

مصلحة الأردن ومصر، منع التهجير بكل الطرق، وتفصلنا أيام فقط عن اتفاق شرمالشيخ الذي تم بموجبه إطلاق سراح الأسرى، والواضح أن إسرائيل لن تتوقف فقدعادت إلى العمليات العسكرية اليومية، والمساعدات لم تتدفق، واغلب الناس ينامونفي العراء والشتاء مقبل، بما يؤكد أن كل الاتفاق كان يستهدف إطلاق سراح الأسرىوليس وقف الحرب فعليا، بما يعني أن كل شيء محتمل الآن.

هذا توقيت صعب، لان كل الخيارات أصعب من بعضها، إذ لو توقفت الحرب وتواصلخنق القطاع إنسانيا سنكون أمام سيناريو التهجير وهو ما تريده واشنطن وتل أبيب،وإذا استمرت الحرب على شكل عمليات متقطعة فتلك مأساة ثانية، وإذا عرقلتإسرائيل إدارة القطاع من جانب أي جهة فلسطينية موثوقة، بوجود قوات عربيةوإسلامية، تكون قد أعلنت جهارا أنها تريد أرض القطاع للاستيطان.

من المؤكد هنا أن الدول التي رعت اتفاق شرم الشيخ عليها إعلان موقف محدد، لأنهبمجرد إطلاق سراح الأسرى عاد كل شيء إلى طبيعته وربما بشكل أسوأ بما في ذلكتصرفات وتصريحات وتهديدات الضامن الرئيسي أي الرئيس الأميركي في واشنطن.. الغد 

قد يعجبك ايضا