“أُم الجامعات” .. “أُم المشاجرات”

116

كتب: عبدالحافظ الهروط

أكتب بغضب كما لو أنا من أشعل فتيل المشاجرة التي حدثت في الجامعة الأردنية، صغيرة أم كبيرة.

هذه ليست المشاجرة الأولى ولا العاشرة، ولكن أتمنى أن تكون الأخيرة، ولا أظن، لطالما، تلك وهذه الإدارات التي تتخذ القرارات وتنزعها ” الواسطات”، ولطالما هناك عقول ما تزال تسلك العنف وتثير المشاجرات.

أكتب بغضب، لأنني واحد من خريجي هذه الجامعة العظيمة، وعملت بها ذات مرحلة، في أثناء الدراسة،محرراً لصحيفة”صوت الطلبة” وفي دائرة اللوازم، وكذلك تغطية نشاطات الجامعة بتكليف من صحيفة الرأي العريقة.

أيام الدراسة، كان الرئيس عبدالسلام المجالي، رحمه الله، يلتقينا نحن الطلبة في اللقاء المفتوح، كل نهاية شهر، بحضور عدد من هيئات التدريس ليسمع منا الحوار، وهو من يضفي عليه روح الاحترام المتبادل، وبعض الطرائف.

ولكن الرئيس، إذا ما نزل من مبنى الرئاسة وشق الطريق إلى مطعم الجامعة أو دائرة النشاط الرياضي وواصل سيره إلى كلية من الكليات، عندها لا تسمع ضحكة لطالب، وإن كانت هناك جمهرة.

من الدروس البسيطة التي تعلمناها من هذه القامة العلمية الكبيرة-ما أكثر القامات اليوم، حتى الأقزام في طول الوطن وعرضه- الحفاظ على نظافة المكان، أينما وجد الطالب.

وأُقسم بالله العظيم، أنني شاهدت ومعي طلبة، الدكتور عبدالسلام المجالي، وهو يمر على المسطحات الخضراء، يلتقط منها عبوات القهوة والشاي، وإلى أن وصل دائرة النشاط الرياضي، فأخذ يلمّ العبوات ايضاً، التي تركها زملاء وزميلات، ليضعها في حاويات لا تتبعد مترين أو ثلاثة، فما كان منا إلا أن وضعنا رؤوسنا في الارض، خجلاً، مع أنه لم يُشر بكلمة واحدة لأي واحد منا.

لا تقولوا الظروف تغيرت، ولا الأجيال تكاثرت وتعددت، وهي تأتي من هذه المدينة وتلك القرية، قولوا الرئاسات والإدارات تغيّرت، والتدخلات تفرض سطوتها، وكأنها تشجع على هذه المشاجرات.

أنا لا أقصد هذه الرئاسة، وإدارات هذه الجامعة، بعينها، إنما رئاسات وإدارات الجامعات التي يحدث فيها العنف، ولو مرة، ذلك أن الحرم الجامعي، يعني حُرمة كل إساءة بحق المكانة العلمية والتربويّة ووطنية ورمزية المكان.

المشاجرات مرفوضة في الشارع العام، فكيف بالمؤسسات التعليمية وعلى رأسها الجامعات.

لا يجوز أن تستسهل رئاسة وإدارات الجامعة الأردنية، أي نزاع يحدث، حتى مجرد اللفظ، فقد كانت رئاسة المجالي، ومن سار على خطاه، لا تسمح بأي شجار لأي سبب، والذين عاصروا تلك المرحلة، شاهدوا كيف كانت المناسبات الرياضية، الداخلية للجامعة، والمحلية، والخارجية، تبدأ وتنتهي بالفوز والخسارة، ولم يكن هناك عنف، وإن حدث من خلال فرد، كان حرمانه عدم العودة إلى الملاعب.

صدق من قال”نجاح المؤسسات.. إداراتها”، فانظروا إلى إدارات جامعاتنا ومؤسساتنا الوطنية.

أما الجامعة الأردنية، فلا أقول إلا: يا أسفاه على ما يحدث!.

قد يعجبك ايضا