إطلاق أول معجم عربي لمصطلحات الإستدامة والإقتصاد الدائري
أطلق منتدى الإستراتيجيات الأردني الثلاثاء، أول معجم عربي تفاعلي لمصطلحات الاستدامة والاقتصاد الدائري، خلال فعالية خاصة شارك فيها وزير الصناعة والتجارة والتموين، يعرب القضاة، إلى جانب ممثلين عن القطاعين العام والخاص، والجامعات، والمنظمات الدولية.
ويعد هذا المعجم الأول من نوعه في المنطقة العربية، حيث جرى تطويره على مدى عام كامل بالتعاون مع خبراء محليين ودوليين في مجالات البيئة والاستدامة واللغة العربية، وبمواءمة دقيقة مع أبرز المعايير الدولية المعتمدة. كما تم تسجيله رسميًا لدى دائرة المكتبة الوطنية، ليكون مرجعًا مفتوحًا ومتاحًا مجانًا، يهدف إلى توحيد اللغة والمصطلحات في قضايا الاستدامة والاقتصاد الدائري، وتعزيز قدرة الأردن والمنطقة على التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.
من جهتها، أكدت المديرة التنفيذية لمنتدى الإستراتيجيات الأردني، نسرين بركات، أن إطلاق المعجم جاء استجابة لحاجة ملحة لطالما واجهت المؤسسات الأردنية والعربية، والمتمثلة في غياب مرجع عربي موحد لمصطلحات الإستدامة والإقتصاد الدائري.
وأضافت بركات أن المنتدى أخذ زمام المبادرة انطلاقًا من قناعته بأن المعرفة الموثوقة هي حجر الأساس لأي تحول إقتصادي مستدام، وبأن الأردن قادر على أن يكون رائدًا إقليميًا في توفير مرجع علمي وعملي يخدم المنطقة بأكملها. مشيرة إلى أن المنتدى لا يكتفي بدور البحث والتحليل، بل يسعى دائمًا لتحويل الأفكار إلى أدوات عملية، والمعجم خير مثال على ذلك.
وشددت على أن هذه المبادرة تعكس فلسفة المنتدى في الجمع بين العلم والسياسات والممارسات العملية، حيث يتكامل المعجم مع جهود المنتدى السابقة في إعداد الدراسات ورفع الوعي حول الاقتصاد الدائري، وأهمية تطبيق المعايير البيئية والمجتمعية والحوكمة للشركات. وأكدت أن هذه المبادرات مجتمعة تجسد رؤية المنتدى في أن يكون منصة وطنية تدفع بالاقتصاد الأردني إلى مصاف الاقتصادات الأكثر استدامة وقدرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.
وتخلل الفعالية جلسة حوارات سريعة قدم خلالها ممثلون عن سوق رأس المال، والتعليم، والقطاع المصرفي مقاربات عملية حول دور المعجم في تعزيز الشفافية، وتطوير المناهج، وتمكين أدوات التمويل المستدام، حيث أدار الجلسة الخبير في إستراتيجيات إستشراف المستقبل والإبتكار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، رامي الكرمي الذي أكد على أن هذا المعجم يمثل ابتكارًا مؤسسيًا يعزز مكانة الأردن كدولة رائدة في تبني أدوات جديدة للإقتصاد الأخضر.
وأضاف أن توحيد المصطلحات يضع الأردن في موقع متقدم إقليميًا، كنموذج يحتذى في تحويل الإستدامة من شعارات إلى تطبيقات عملية تستند إلى لغة واضحة ومشتركة.