هدنة قيد التبلور .. تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب في غزة

16

تقترب الحرب المستعرة في قطاع غزة من نقطة تحوّل مفصلية، مع إعلان حركة حماس عن رد إيجابي على مقترح هدنة مدعوم أميركيًا، بوساطة قطرية ومصرية.

ويشكّل الاتفاق المقترح، الذي يمتد لـ60 يومًا، بوابة محتملة نحو تهدئة ميدانية طويلة، ومفاوضات قد تُفضي إلى نهاية شاملة للنزاع، وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية وعسكرية مطّلعة.

وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز فإن الاتفاق يتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار لمدة شهرين، تُعلّق خلاله العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل يومي لفترات تتراوح بين 10 و12 ساعة، في المقابل، تبدأ عملية تبادل رهائن وأسرى بصورة تدريجية، حيث تطلق حماس سراح عشرة إسرائيليين أحياء وتسلم جثامين 18 آخرين، مقابل إطلاق سراح عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهو بند لا يزال قيد التفاوض.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرد الإيجابي لحماس تضمن “استعدادًا فوريًا” للدخول في مفاوضات تفصيلية بشأن تنفيذ الاتفاق، مع طلب تعديلات طفيفة على بعض البنود، خاصة المتعلقة بجهة الإشراف على إعادة الإعمار والإغاثة، في إشارة إلى مؤسسة “GHF” التي رفضت الحركة استمرار دورها داخل القطاع.

من بين أبرز بنود الاتفاق أيضًا، ما وصفته صحيفة التايم الأميركية بـ”التفاهم المرحلي للانسحاب الإسرائيلي”، حيث تلتزم إسرائيل بسحب قواتها من مناطق محددة، تشمل أحياء مكتظة في غزة وممرات حيوية مثل ممر “نتساريم”، إضافة إلى التخفيف من السيطرة العسكرية على “محور فيلادلفيا” الحدودي.

أما على صعيد الأوضاع الإنسانية، فيتضمن الاتفاق التزامًا بإدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًا، بما في ذلك الوقود والإمدادات الطبية والغذائية، عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني، بحسب ما ذكره تقرير الجزيرة نت.

ويشير مسؤولون أميركيون إلى أن الاتفاق يحظى بـ”ضمانات رئاسية” من الرئيس دونالد ترامب، الذي قال في تصريحات صحافية نقلتها قناة CBS News إن “هذه هي أفضل صفقة ممكنة للطرفين”، مضيفًا أن الإعلان الرسمي قد يصدر “في غضون أسبوع” إن استمرت الروح الإيجابية.

لكن، ورغم التفاؤل الحذر، تبقى عدة قضايا عالقة، فإسرائيل، التي لم تُعلن بعد قبولًا رسميًا للرد على مقترحات حماس، تُصر على بحث ملف نزع سلاح المقاومة كجزء من الحل النهائي، وهو ما ترفضه حماس. كما لم تُحسم بعد مسألة مستقبل إدارة القطاع، وإن كانت الخطة تتضمن طرح إنشاء هيئة محايدة مدعومة من دول في المنطقة لتولي المرحلة الانتقالية.

ويرى مراقبون أن فرص نجاح الاتفاق تعتمد على قدرة الوسطاء على تذليل العقبات المتبقية، وعلى التزام الطرفين بسقف زمني واضح للانتقال إلى مفاوضات الحل النهائي.

وبينما تواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها على مناطق متعددة من القطاع، وتحذير الأمم المتحدة من كارثة إنسانية متفاقمة، يُنظر إلى هذا الاتفاق، رغم هشاشته، على أنه نافذة الأمل الوحيدة لإنهاء واحدة من أعنف الحروب التي شهدها قطاع غزة منذ سنوات.

(وكالات)

قد يعجبك ايضا