ماذا تشتري شركات التكنولوجيا فعليًا عند إنفاقها المليارات على الذكاء الاصطناعي؟
العقبة اليوم – تشهد شركات التكنولوجيا الكبرى إنفاقًا هائلًا على بنية الذكاء الاصطناعي التحتية، ولكن في الواقع، جزء كبير من هذه الاستثمارات لا يُنفق على الذكاء الاصطناعي نفسه بقدر ما يُستثمر في مكونات تكنولوجية قابلة للاستخدام طويل الأمد، بحسب تقرير لموقع “إكسيوس”.
الأمر المهم: معظم مئات المليارات المخصصة اليوم للاستثمار في الذكاء الاصطناعي تذهب إلى الطاقة الحاسوبية، الأجهزة، أصول تبقى قيمتها حقيقية حتى لو لم يحقق الذكاء الاصطناعي أي أرباح مستقبلية.
من منظور كبير: الجميع في سباق الذكاء الاصطناعي — من مايكروسوفت وجوجل إلى الشركات الناشئة — يرون أن الذكاء الاصطناعي هو المنصة الكبيرة التالية في الصناعة، ويعتقدون أنه سيستمر في النمو والربحية. ومع ذلك، حتى لو انخفضت وتيرة الاستثمارات أو حدث فشل في الذكاء الاصطناعي، ستظل الشركات تمتلك مراكز بيانات ضخمة يمكن إعادة استخدامها لأي غرض آخر.
ويتذكر أصحاب الخبرة في وادي السيليكون فقاعة الإنترنت في التسعينيات، حين تم الاستثمار المفرط في شبكات الألياف الضوئية قبل أن يكون الطلب الفعلي عليها متاحًا، ولكن لاحقًا أصبح كل ذلك البنية التحتية ضروريًا.
على سبيل المثال، الرقائق التي تنتجها شركة نفيديا وتستخدم اليوم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة كانت تُعرف سابقًا بوحدات معالجة الرسوميات (GPU)، والتي صُممت في الأصل لمعالجة الصور، وكانت قيمة للألعاب ومحطات العمل المهنية. ثم اكتشف قطاع العملات الرقمية أن هذه الأجهزة مثالية لتعدين البيتكوين، وبعدها اكتشف الباحثون أنها مثالية لتدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما جعلها أكثر الرقائق قيمة في العالم.
تقول الشركات المستثمرة بالمليارات في مراكز البيانات الجديدة إن هذه الاستثمارات ضرورية لتدريب النماذج المتقدمة على الطريق نحو الذكاء الاصطناعي العام أو “الذكاء الخارق”، وستظل هناك حاجة دائمة لسعة مراكز البيانات لتشغيل هذه النماذج ودعم الخدمات الإلكترونية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي. كما تُسوق هذه الاستثمارات كخطوة استراتيجية للولايات المتحدة في الصراع الجيوسياسي مع الصين للسيطرة على الذكاء الاصطناعي العالمي.
لكن هناك زاوية أخرى: لدى شركات التكنولوجيا الكبرى نقود أكثر مما يمكنها استثماره بطريقة منتجة. فمع نهاية الربع الأخير، كانت الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل وأبل وأمازون وميتا تملك نحو 400 مليار دولار نقدًا، ولا يزال هذا الرقم في تزايد.
وفي النهاية، يُنظر إلى مشاريع مراكز البيانات على أنها طريقة عملية “لوضع” مليارات الدولارات: إذا استمر الذكاء الاصطناعي في النمو، ستكون القدرة موجودة، وإذا فشل، تظل هناك أصول حاسوبية يمكن إعادة توظيفها، ومع ذلك، يرى خبراء أن هذه الاستثمارات تقلص التركيز على رأس المال البشري، فكما قالت المستثمر المعروف نانسي تينجلر، “نعتقد أن الشركات تستثمر في التكنولوجيا بدلًا من الاستثمار في البشر”.