وقف الحرب أو التصعيد؟ حماس تدرس المقترح الأمريكي وسط ضغوط إقليمية

39
  • أكدت حركة حماس أنها تدرس المقترح المقدم من الولايات المتحدة ومصر وقطر بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعناية شديدة، وأشارت إلى أنها وزعت بنود المقترح على الفصائل الفلسطينية كافة لإجراء مشاورات داخلية، بما يضمن اتخاذ قرار وطني جماعي. وأوضحت الحركة في بيان صدر مؤخراً أنها تتعامل مع المبادرة بمسؤولية عالية، وتسعى إلى ضمان وقف حقيقي لإطلاق النار، يكون مقدمة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل كامل، وليس مجرد هدنة مؤقتة، وفق ما نقلته وكالة رويترز في تقرير لها بتاريخ 3 يوليو 2025.

مصادر مطلعة نقلت لوكالة “معاً” الفلسطينية أن قيادة حماس ترحب ببعض البنود التي تتضمنها المبادرة، خصوصاً ما يتعلق بضمانات بعدم استئناف الحرب أثناء التفاوض، ووجود التزام واضح من الوسيطين المصري والقطري والولايات المتحدة بالسير نحو اتفاق طويل الأمد. غير أن مصادر أخرى أشارت إلى أن حماس لم تعطِ بعد موافقتها النهائية، وأنها طلبت بعض التعديلات التي تضمن انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، والبدء الفوري بإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى السكان.

من جهتها، أعربت الإدارة الأمريكية عن رغبتها في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية هذا الأسبوع، وطلبت من حماس تقديم ردها الرسمي في موعد أقصاه مساء الجمعة 4 يوليو، بحسب ما صرّح به السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، ونقلته قناة المملكة الأردنية. وأضاف هاكابي أن واشنطن ترى في المقترح الحالي فرصة تاريخية لحل الأزمة في غزة، وأن أي تأخير أو رفض من حماس قد يؤدي إلى انهيار المساعي الدولية.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد أعلن استعداده للمضي في تنفيذ الصفقة إذا وافقت عليها حماس، واعتبر أن المبادرة تمثل “أفضل فرصة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وضمان أمن الدولة على المدى البعيد”. وقال في تصريح نقلته قناة الجزيرة إن حكومته ستتابع رد حماس عن كثب، وإنها مستعدة لإرسال وفد أمني إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات عبر الوسطاء فور صدور الرد الرسمي من الحركة.

المقترح المطروح يتضمن وقف إطلاق نار لستين يوماً، تتخلله عمليات تبادل بين حماس وإسرائيل تشمل إطلاق عشرة رهائن أحياء و18 جثماناً في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب فتح معابر غزة، وتوسيع المساعدات الإنسانية، وبدء مفاوضات لانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.

وبينما تتقدم الوساطة الدولية بثبات، تستمر المعارك الميدانية في قطاع غزة، حيث قُتل عشرات المدنيين خلال الساعات الماضية جراء الغارات الجوية، بحسب ما أوردته وزارة الصحة في غزة، وهو ما دفع منظمات دولية إلى التحذير من تدهور الوضع الإنساني وضرورة التوصل إلى اتفاق فوري.

في ضوء هذه التطورات، تبقى الأنظار موجهة إلى رد حماس المرتقب، والذي سيتحدد بناءً عليه مستقبل المسار التفاوضي. فإما أن يفتح الرد الإيجابي الباب لاتفاق شامل يؤدي إلى وقف الحرب وإعادة الإعمار، أو أن يفضي الرفض إلى موجة تصعيد جديدة تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي.

وكالات

قد يعجبك ايضا