ماذا ننتظر..؟!

راكان السعايدة

74

مرة أخرى.. بالأمس صرّح وزير اتصالات الاحتلال الإسرائيلي شلومو كرعي أن “ضفتي نهر الأردن جزء من أرض إسرائيل”.
وقبل ذلك بعشرة أيام تقريبًا قال رئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو: إنه في “مهمة تاريخية وروحية”، مؤكّدًا تأييده لرؤية “إسرائيل كبرى” تضم الضفة الغربية وجزءًا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.

والأخطر ما قاله وزير الطاقة إيلي كوهين: إن صفقات الغاز تجعل مصر والأردن مرتبطتين بالكيان، وبعبارة واضحة: “نحن نمسك القاطع”.

ولنرسم صورة أوسع للمشهد، دعونا نضيف إلى هذه التصريحات خطوات عملية، من وزن إنشاء فرقة عسكرية باسم فرقة “جلعاد” على حدود الأردن، والتواجد العسكري والاستخباري الصهيوني على مقربة من حدودنا مع سوريا، إضافة إلى الاستيطان المتسارع في الضفة الغربية.

كل هذا، بطبيعة الحال، محمول صهيونيًا على أدبيات سياسية ودينية تُعدّ المحرك الأساس لمجتمع يزحف بسرعة شديدة نحو اليمين المتطرف.

نعود إلى السؤال: ماذا ننتظر..؟!
ما ننتظره هو خطوات سياسية وإجراءات عملية تحسّبًا للتهديد الصهيوني المتصاعد، بالتصريحات والخطوات الميدانية، وأن يتوقف البعض عن تسطيح هذه التهديدات أو التقليل من أهميتها وخطورتها وجديتها.

هذا الكيان يرى أن الفرصة الراهنة لن تتكرر، وهو ماضٍ في مشروعه، ولا يلقي بالًا لمواقف العالم ما دامت أميركا تسنده، بل إن ساسة الكيان واثقون من قدرتهم على إعادة إنتاج علاقاتهم مع العالم بعد إتمام “المهمة”.

أي أن الكيان يريد الاستثمار في الواقع الراهن واقتناصه كفرصة لا مثيل لها، وهي كذلك فعلًا ما دام يستطيع أن يدير التفاصيل وفقًا لرغباته ومخططاته.

وعندما نسأل: ماذا ننتظر..؟! لا نسأله عبثًا أو فذلكة، بل لأن الكيان يخلق وقائع على الأرض ويعززها بصورة دائمة، نحن في الأردن، والعالم العربي عمومًا، نردّ بقوة على تصريحاتهم السياسية والإعلامية، بينما لا شيء يُفعل ردًا على إجراءاتهم العملية الميدانية.

ونعلم جيدًا أن الأردن مكشوف الظهر من العالمين العربي والإسلامي، وأنه لا يستطيع أن يراهن عليهما كما ينبغي، لكن ذلك لا يعني أبدًا أن نستسلم لهذا الواقع.

بل لا بد أن يكون هذا الواقع دافعًا لتصميم استراتيجية وطنية شاملة للمجابهة، تبدأ من الداخل ببناء جبهة وطنية نوفر لها كل أسباب القوة والصلابة والتماسك.

أيضًا، عبر تنويع علاقاتنا الخارجية سياسيًا وتسليحيًا، والتحدث صراحة بخيار إعادة النظر في اتفاقية وادي عربة وكل تبعاتها السياسية والاقتصادية، وعلى رأسها الغاز والمياه.

علينا أن نفعل كل ما يمكن فعله لإيصال رسائل قوية للكيان لردعه، وإن كان أهم وأول خطوات الردع إفشال مخططاته في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولماذا لا نفكر، نحن ومصر، في جعل غزة والضفة الغربية مقبرة المشروع الصهيوني؟!
الأوان لم يفت بعد، لكن إن فات فعلينا أن نستعد للأسوأ…

قد يعجبك ايضا