إيمان الرفاعي .. أردنية تتطوع لخدمة مدرسة حكومية منذ 14 عاما
منذ 14 عاما ومن الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر ومن يوم الأحد وحتى الخميس وأحيانا يوم السبت، تلتزم الخمسينية “إيمان الرفاعي” بالعمل التطوعي في مدرسة رفيدة الأسلمية الأساسية المختلطة التابعة لقصبة محافظة إربد، رغبة منها في تقديم خدماتها دون مقابل.
“إيمان أم سديل” وعلى مدار أكثر من عقد من الزمن تخرج من منزلها الساعة السابعة صباحا وتسير لمدة 15 دقيقة حتى تصل إلى المدرسة، تساعد القائمات على خدمة المدرسة بالنظافة والترتيب، وتكون خفيفة ظل لا تتدخل في الأعمال الرسمية، بل تحمل مقعدا وتصلحه وتساعد في توزيع الكتب وترتيب الصفوف وتتأكد من كل شيء ولم تقبل أن تتقدم للعمل في هذا المجال بل اختارت أن تعمل عملا يشعرها بقيمتها في المجتمع.
وكالة الأنباء بترا، التقت مع إيمان الرفاعي في إربد وهي تغادر مدرستها التي أصبحت جزءا من حياتها اليومية، وتتلقى الدعم من المعلمات ومديرات المدرسة اللواتي تعاقبن على إدارتها ومن أولياء أمور الطلبة وكوادر مديرية التربية والتعليم، وتقول عن سبب هذا العمل التطوعي المجاني: إن “بنك الحياة لا يستقبل المال فقط بل يستقبل الأعمال الصالحة التي تجعلني فاعلة ولي قيمة أمام نفسي أولا”.
وأضافت، إن الفكرة بدأت حينما كنت في نهاية الثلاثينات من العمر ولأنني أحب العمل التطوعي رافقت بناتي الأربعة إلى المدرسة، وبدأت بالبداية أساعد في حمل الكتب وتوزيعها مع المعلمات ومربيات الصفوف، ثم تطورت الرغبة ومحبة المدرسة وشاركت ببرنامج بصمة في الإجازة الصيفية وكنت على الدوام جزءا من العمل اليومي وتلقيت أكثر من 15 شهادة شكر من أولياء الأمور فالعلاقة أصبحت وثيقة جدا.
وبينت أنها تبدأ يومها قبل وصول المعلمات في المدرسة، بالمساعدة في أعمال النظافة والترتيب والمشاركة في رفع الاستعداد لطلبة الصف الأول قبل بدء الفصل الدراسي وتجلس مع الطلبة عند نهاية يومهم الدراسي وهم ينتظرون أولياء أمورهم والقيام بنشاطات معهم ومسابقات وألعاب بدل أن ينزعجوا من الانتظار في الحر أو البرد.
وأكدت أنها كانت تشعر أن هذا العمل أكثر قيمة عندها من المدفوع الأجر.
وأشارت إلى أن العمل التطوعي هو أسمى ما في الوجود بالنسبة إليها، وأنها تتذكر دائما مقولة سمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد، إن “العمل التطوعي لا يصنع مواطنا فاعلا فقط بل يبني مجتمعا متماسكا وهو ركيزة أساسية في الوحدة والتكافل بين المواطنين بمختلف أعمارهم”.
وأوضحت أنها تعرف طلاب المدرسة كلهم وعددهم 1400 طالب في الفترة الصباحية وتعرف أولياء أمورهم موزعين على 30 شعبة، وأنها عملت مع 5 إدارات مختلفة وتعيش مع 63 معلمة وفرن لها كل الدعم.
وتقول إيمان إن “البلد يستاهل”، مؤكدة أن هذا العمل اليومي ممتع جدا والتطوع به حلاوة ولذة لا يستطيع الحصول عليها إلا الشخص الذي لديه القدرة على البذل والعطاء ويحب الآخرين ويعمل الخير في كل مكان ويعتبر أن كل مكان في هذا الوطن هو بيته ومنزله.
بترا