اختبارات ألمانية: «بصمة تلوث بيئي» ملموسة لنماذج الذكاء الاصطناعي

0 21

تتزايد وتتحسن الإمكانات المتاحة للمستخدمين بالوصول المجاني، أو بالاشتراك الرخيص إلى نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت «غوغل» أحدث شركة تتيح نماذجها الجديدة لجميع المستخدمين، وليس فقط للمستخدمين الذين يدفعون أجوراً مقابلها. لكن هذا الوصول يأتي بتكلفة واحدة: البيئة.

اختبارات بيئية ألمانية

في دراسة جديدة، اختبر باحثون ألمان 14 نموذجاً لغوياً كبيراً بأحجام مختلفة من مطورين رائدين مثل «ميتا» و«علي بابا» وغيرهما. وأثناء الاختبارات أجاب كل نموذج على 1000 سؤال أكاديمي صعب، تغطي مواضيع من تاريخ العالم إلى الرياضيات المتقدمة.

أُجريت الاختبارات على وحدة معالجة إلكترونية رسومية NVIDIA A100 قوية ومستهلكة للطاقة، باستخدام إطار عمل متخصص لقياس استهلاك الكهرباء بدقة لكل إجابة. ثم حُوّلت هذه البيانات إلى انبعاثات مكافئة لثاني أكسيد الكربون، ما يوفر مقارنة واضحة للتأثير البيئي لكل نموذج.

النماذج الأصغر كفؤة وأقل تلويثاً

وجد الباحثون أن العديد من النماذج اللغوية الكبيرة أقوى بكثير مما هو مطلوب لأغراض الاستعلامات اليومية. وبالمقابل يمكن للنماذج الأصغر حجماً والأقل استهلاكاً للطاقة الإجابة عن العديد من الأسئلة الواقعية بنفس الكفاءة.

البصمة الكربونية تختلف باختلاف الأسئلة

تختلف البصمة الكربونية والمائية اختلافاً كبيراً تبعاً لحجم النموذج ونوع المهمة، إذ تُعدّ الأسئلة التي تتطلب إجابات التفكير المنطقي، والتي تُجبر النماذج على «التفكير بصوت عالٍ»، مُلوِّثة بشكل خاص لأنها تُولِّد عدداً أكبر بكثير من الرموز.

وقد تصدّر نموذج «كوغيتو (Cogito)» جدول اختبارات الدقة – حيث أجاب عن ما يقرب من 85 في المائة من الأسئلة بشكل صحيح – لكنه أنتج انبعاثات أكثر بثلاث مرات من النماذج ذات الحجم المماثل، ما يُسلِّط الضوء على مُقايضة نادراً ما يراها مُطوِّرو أو مُستخدمو الذكاء الاصطناعي. ولم تستجب شركة «كوغيتو» على طلبات التعليق على النتائج.

ويقول ماكسيميليان داونر، الباحث في جامعة ميونيخ للعلوم التطبيقية وأحد مُعِدّي الدراسة: «هل نحتاج حقاً إلى نموذج (جي بي تي) 400 مليار مُعامل للإجابة عن أسئلة مثل الحرب العالمية الثانية؟».

التوازن بين الدقة والانبعاثات

أكدت النتائج على التوازن بين الدقة والانبعاثات. وكان Qwen 7B، أحد النماذج الأقل تلويثاً الذي تم اختباره، أجاب عن سؤال واحد فقط من كل 3 أسئلة بشكل صحيح، لكن انبعاثاته لم تشكل سوى 27.7 غرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. في المقابل، أجاب نموذج الاستدلال R1 70B من «ديب سيك» بشكل صحيح عن ما يقرب من 8 من كل 10 أسئلة، بينما أنتج انبعاثات تزيد على 70 ضعفاً لنفس حجم العمل.

نوع السؤال… يؤثر بيئياً

يؤثر نوع السؤال أيضاً على الأثر البيئي. إذ أنتجت أسئلة الجبر أو الفلسفة انبعاثات تصل إلى 6 أضعاف ما قد ينتجه طالب ثانوي عند حصوله على مساعدة في واجباته المنزلية.

ويقول داونر: «يجب أن تكون الشركات أكثر شفافية بشأن تقييم الانبعاثات الحقيقية واستهلاك المياه الناتجة عن الأسئلة». ولكن في الوقت نفسه، يجب أن يكون المستخدمون أكثر وعياً – وأكثر حكمة – بشأن استخدامهم للذكاء الاصطناعي.

* مجلة فاست كومباني، خدمات «تريبيون ميديا».

قد يعجبك ايضا