غزة اليوم: قصف مستمر وأزمة إنسانية متفاقمة وسط تحذيرات دولية
كتب: محرر الشؤون السياسية
العقبة اليوم- شهد قطاع غزة اليوم السبت تصعيدًا عسكريًا جديدًا من قبل القوات الإسرائيلية، أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين، بينهم أطفال وصحفيون، في ظل استمرار الحصار وتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وأكدت مصادر في الإسعاف والطوارئ استشهاد طفلين في قصف استهدف منطقة جباليا النزلة شمالي القطاع، بينما أفاد مصدر طبي بمستشفى الشفاء باستشهاد الصحفي خالد المدهون بنيران الجيش الإسرائيلي شمال غزة، ليرتفع بذلك عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بداية الأحداث إلى 240. كما أعلنت مجمعات طبية عن ارتفاع أعداد الشهداء المدنيين في خان يونس وجنوب القطاع، ما يعكس حجم المعاناة المستمرة للسكان.
في الوقت نفسه، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرات شديدة بشأن الوضع الإنساني، مؤكدة أن غزة تجاوزت حاجز المجاعة، وأن الوقت أصبح ضيقًا لتوفير العلاج للمتضررين من سوء التغذية والحصار، داعية إلى تدخل عاجل من الحكومات والسياسيين لفتح المعابر وتقديم المساعدات الطبية والغذائية. وأكدت مسؤولة بجمعية العون للفلسطينيين البريطانية أن الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، وأن المشاهد التي شاهدتها في وحدات العناية بهم كانت صادمة ولا تُنسى.
على الصعيد السياسي والمجتمعي، شهدت تل أبيب مظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، مطالبة بوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل للرهائن، في ظل تقارير تشير إلى أن بعض الأسرى في حالة خطيرة تهدد حياتهم. وأكدت هذه العائلات أن استمرار الاحتلال والحرب يضع حياة أبنائهم وأبناء الشعب الفلسطيني في خطر، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بإيجاد حلول سريعة ومسؤولة.
في الوقت ذاته، تسعى إسرائيل إلى التحضير لخطط احتلال بطيء لقطاع غزة، مع إجلاء الفلسطينيين من مناطق معينة، وفق تصريحات مصدر أمني إسرائيلي، بهدف الحفاظ على حياة الجنود والرهائن على حد سواء، لكن هذا التصعيد يواجه رفضًا شعبيًا ومجتمعيًا واسعًا داخل الأراضي المحتلة، حيث تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة شاملة لإعادة الرهائن.
وتؤكد التقارير الإنسانية أن القطاع يواجه أزمة معقدة تتضمن نقصًا حادًا في المياه النظيفة، وتدمير البنية التحتية، وصعوبة توفير الخدمات الطبية، فيما يدعو الخبراء الطبيون والعالميون إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل فوات الأوان، خصوصًا للأطفال والمرضى وكبار السن.
يبقى الوضع في غزة اليوم محاطًا بالغموض والمخاطر، مع تنامي الاحتقان العسكري والسياسي، وتفاقم المعاناة الإنسانية، في وقت تتواصل فيه دعوات المجتمع الدولي لإيجاد حلول عاجلة لوقف نزيف الدم وتخفيف معاناة المدنيين، وتحقيق أي تقدّم في صفقة تبادل الرهائن قبل تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل لا يمكن السيطرة عليه.