صيف الأردن في المدرج الروماني: الفن يلتقي التاريخ
في قلب العاصمة عمّان، وتحديدًا في المدرج الروماني الذي يقف شاهدًا على عظمة التاريخ والحضارات، تواصلت ليالي مهرجان صيف الأردن وسط حضور جماهيري غصّت به المدرجات، حيث امتزجت الأصوات الفنية الحديثة بروح المكان التاريخي.
المدرج، الذي بُني في القرن الثاني الميلادي إبان حكم الإمبراطور الروماني أنطونيوس بيوس ويتسع لنحو ستة آلاف متفرج، يُعد من أبرز المعالم الأثرية في الأردن، وقد تحوّل هذه المرة من موقع أثري صامت إلى مسرح ينبض بالحياة، ليعكس صورة حضارية تؤكد أن الفنون قادرة على إحياء التاريخ وجعله جزءًا من حاضر المدينة.
الجمهور تفاعل بحماسة مع الأغاني الوطنية والتراثية والمعاصرة التي قدمها الفنانون الأردنيون، وكان المشهد لافتًا حينما ردد الحضور الكلمات مع الفنانين في لوحة جماعية عكست روح الانتماء والفرح، لتتحول الأمسية إلى احتفالية اجتماعية وثقافية جمعت مختلف الأجيال.
وفي لقاءات مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أكد الشاب مصعب شوماف، أن المهرجان يمثل فرصة لقضاء وقت ممتع في أجواء آمنة ومجانية، مشيرًا إلى أن اختيار المدرج الروماني أضفى على الأمسية طابعًا خاصًا.
وتحدثت إسراء صلاح عن اعتزازها بمشاركة عائلتها هذه الفعاليات، معتبرة أن المهرجان يعزز الروابط الاجتماعية ويعيد الحياة إلى قلب العاصمة، فيما أشارت الشابة ماسة أبو غوش إلى أن الفقرات الفنية عكست تنوع الثقافة الأردنية وأشعرت الجمهور بالفخر والإيجابية، في حين عبّرت الخمسينية وجدان أبو فرج عن سعادتها بالحضور، قائلة: “نشعر أن المكان يتجدد بالحياة مع كل أغنية وتصفيق.
بدوره، قال أمين عام وزارة الثقافة د. نضال العياصرة، إن المهرجان يعكس رؤية الوزارة في جعل الثقافة والفنون متاحة للجميع، ويهدف إلى تنشيط الحركة الفنية في مختلف المحافظات، مشددًا على أن اختيار مواقع تاريخية، مثل المدرج الروماني يرمز إلى التقاء الماضي بالحاضر، ويبرز هوية الأردن الثقافية أمام زواره ومواطنيه.
وهكذا، أثبت مهرجان صيف الأردن، أن الثقافة ليست حكرًا على القاعات المغلقة، بل يمكن أن تعانق التاريخ وتبث الحياة في جدرانه العتيقة، وفي المدرج الروماني، حيث يلتقي الحاضر بالماضي، تجسدت صورة الأردن كجسر حضاري وثقافي، يجمع بين الفن والتراث، ويمنح الجمهور لحظات لا تنسى من الفرح والانتماء.
وتتواصل فعاليات مهرجان صيف الأردن الذي تنظمه وزارة الثقافة الأردنية، حاملاً في كل أسبوع باقة جديدة من الفعاليات الفنية والثقافية والترفيهية المجانية التي تستقطب العائلات والشباب من مختلف محافظات المملكة.
وفي الأسبوع ما قبل الأخير، اتاح المهرجان للمواطنين المشاركة في أمسيات فنية مميزة اقيمت مساء اليوم في المدرج الروماني وسط العاصمة عمّان وحدائق الجبيهة الترويحية، بمشاركة نخبة من الفنانين الأردنيين الذين قدموا فقرات غنائية واستعراضية تعكس روح الفرح وتنوع المشهد الفني المحلي.
ويأتي المهرجان هذا العام ليؤكد على رسالة وزارة الثقافة في جعل الفنون والثقافة في متناول الجميع، حيث يشهد إقبالاً واسعًا من العائلات الباحثة عن أجواء من المتعة والترفيه في مواقع مفتوحة، وبأجواء آمنة ومجانية.
ويُذكر أن مهرجان “صيف الأردن” بات واحدًا من أبرز الفعاليات الصيفية التي تحتفي بالفن والإبداع ، وتسعى لتعزيز دور الفنون في بث الطاقة الإيجابية، وترسيخ مفهوم الثقافة كجسر تواصل بين الناس.
–(بترا)