بطاقات مجانية وعبارات راقصة ومساحيق تجميلية في “مهرجان جرش”
العقبة اليوم- الدعوات التي وجهتها إدارة مهرجان جرش لشخصيات من “علية القوم” يفترض أن تكون كل بطاقة مدفوعة الثمن، وبأضعاف ما يدفعه المواطن، لا أن تكون مجانية لمعاليه وعطوفته وسعادته، وكل من يحمل لقباً، وله علاقة به، ومع الYدارة الحكيمة!
أما الذين أفلسوا في ترويج بضاعتهم، فلا سماع لهم، بعد أن لفظهم الناس، ولا غرابة أن (يصبح) أحدهم مدّاحاً (ويمسي) ردّاحاً.
حضور هؤلاء وأمثالهم، لن يسّوق المهرجان دقيقة واحدة، ولن يضيف في العدد واحداً إلى عدد الجمهور، لأن مجيء هؤلاء، ما كان إلا بدافع الوظيفة، أو رغبة بالتقاط الصور، والتعليق عليها بالإعلام.
وإذا كان هناك من دعم للأهل في غزة، فإن على هؤلاء أن يكونوا “ضيوف شرف” ويكونوا سخيّين بالدعم من جيوبهم، لا بالدخول مجاناً.
أما نجاح المهرجان، أو فشله، فهذا متروك للذين لم يحضروا والذين حضروا وسيحضرون، بعيداً عما يدفع به الإعلام من عبارات راقصة ويلتقطه من صور لتلك الشخصيات، وتجميلهم بمساحيق مكشوفة.
العبارات ركيكة ومكرورة: الفنان الفلاني يشعل المدرج (الشمالي-الجنوبي) مع أن هذه الأغاني، يسمعها كل من في الأردن، في الأعراس ومناسبات التخرج، والناجحين في التوجيهي، ورواد المقاهي، وعبر الأشرطة التي يطلق الشباب والشابات لها العنان في أثناء قيادتهم لمركباتهم، أو من خلال مضخمات الصوت في المحلات التجارية، فما الجديد عند الفنانين والفنانات؟ والسؤال، أيضاً، ما الجديد في الإعلام؟
نحن في الإعلام الأردني، وبشكل عام، نختزل في أخبارنا، كل الطاقات العاملة والقائمة بعبارة مهرجان “استثنائي”، أو احتفال “صاخب”، أو أُمسية “مميزة”، ونختزل الخبر أكثر، بحضور وابتسامة معاليه، أو نُطق وطلة عطوفته، فهذا ما يكفي الحديث عنه والاستغناء عن كل الفعاليات، ومدى تأثيرها على الأعداد المتناثرة، هنا وهناك.
مثل هكذا إعلام، لا يطرب له إلا مسؤول، ولكن لا يسمع به أحد خارج “القلعة”.
وبطبيعة الحال، فإن من سيقول: “المهرجان نجح نجاحاً باهراً”، هم “أهل العرس”، الذين وزّعوا البطاقات، كما لو جرش والمهرجان هما المنزل والمناسبَة للعائلة الكريمة، وليست جرش قطعة من هذا الوطن، والمهرجان مناسبة وطنية، وأنه لا فرق في الحضور، بين مسؤول ومواطن!
وإلى لقاء آخر، مع الجمهور الذي لم يحضر المهرجان، لنسمع منه ونكتب.