من يوقف دولةً لا تهاب عقابًا؟
عمران السكران
تخترق طائراتٌ حربيةٌ سماء دولةٍ عربية، تُطلق صواريخها، ثم تختفي.. المشهد يتكرر كفيلمٍ مكسور.
بيانٌ دولي يُدين بـ”القلق”، ومجلس أمن يُحرّك شفتيه بلا صوت، والسؤال يُطرق باب الضمير العالمي: كيف صارت سيادة الدول مجرد ديكور في مسرح القوة الإسرائيلي؟
نشأ القانون الدولي بعد حربين عالميتين ليكون درعًا للضعفاء. المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة تُجرم الاعتداء على حدود الدول.. لكن إسرائيل تُقلب النصوص كما تقلب كفَّها:
– اغتيالات في بيروت؟ “دفاع عن النفس”.
– قصفٌ في سوريا؟ “ضربات استباقية”.
– تدمير غزة؟ “محاربة إرهاب”.
والمفارقة المؤلمة؟ حين تُرفع تقارير حقوق الإنسان التي تُثبت جرائم الحرب، كسر الفيتو الأمريكي قلم المحققين، قبل أن يجفَّ حبرهم.
أمام أعيننا، يتحول القانون إلى شاهد زور:
1. اتفاقيات جنيف تُعلَّق كلوحة فنية في متحف.
2. قرارات الأمم المتحدة تُدفن تحت سجادة الدبلوماسية.
3. “العدالة الدولية” تسير على عكازين: أحدهم من خشب (المحاكم)، والآخر من ذهب (الفيتو).
النتيجة؟ إفلاتٌ من العقاب يُشبه السرطان:
– ينتشر ليدمر هيبة المنظومة الدولية.
– يخلق سابقةً خطيرة: “من يملك القوة يملك الحق في اختراق السيادة”.
– الضحايا ليسوا فقط من يموتون تحت الأنقاض، بل فكرة العدل ذاتها.
هل تعرفون أخطر ما في المشهد؟
أن صمت العالم لا يُغضب إسرائيل، بل يُشجعها، كل صاروخ يُلقى بلا عقاب يصنع مساحةً لصاروخٍ آخر، وكل طفلٍ يموت في غزة دون محاسبة، يُولد طفلٌ جديد في مكانٍ آخر تحت تهديد نفس الآلة.
السؤال ليس: “لماذا تفعل إسرائيل هذا؟”
بل: لماذا نسمح نحن بذلك؟
حين تسقط قنبلة على مدرسة، لا تسألوا عن نوع الطائرة. اسألوا:
– من صنع هذه الطائرة؟
– من يمولها؟
– ومن يغلق عينيه حين تُطلق النار؟
القوانين الدولية لن تنقذنا إن بقينا ننتظر أبطالاً خارقين، والعدل يولد حين نرفض أن نكون شركاء في الصمت.
الظلم لا يُهزم بالقوانين، بل بأشخاصٍ يصرخون: كفى!