“دولة الرئيس” ..وتصريحات الوزراء والقيادات
“الرئيس” ..وتصريحات الوزراء والقيادات
كتب: عبدالحافظ الهروط
اعتاد الشعب الأردني بين حين وأخر، على تصريحات، والصحيح على “تفحيطات” ينزلق بها وزراء وقيادات، لا تخدم العمل العام، وإنما تنفّر الناس.
مسؤول يبشّر بمليون فرصة عمل للشباب بعد ١٠ سنوات، ووزير يزعم بجولاته الميدانية واستخدام إعلام وزارته لتجميل عمله بإغراق “صور معاليه” على صفحات التواصل الاجتماعي، ظناً منه، بأنه بهذه الطريقة وهذا الإعلام قد أنهى مشاكل وزارته واحتياجات موظفيه، مع أن ما يطالب به المجتمع من إصلاح ما يزال على حاله، وفي تراجع.
ووزير آخر يصرّح بمشروعات لا يمكن تنفيذها، ووزير يَرسِلُ الإعلام عنده (صوره وحديثه فقط)، إلى الصحف، وكأن الإعلام والصور لشخصه وليس للوزارة، أو لمن التقاهم!.
وكذلك الحال في التصريحات عندما وُضعت قيادات في غير أماكنها، نعرفها بالإسم، مثلما أُقصيت قيادات أحق بتلك الأماكن، وهي قيادات نعرفها أيضاً، بالإسم والفعل.
صحيح أن هذا حدث في عهود حكومات سابقة، ولكنه يحدث في هذه الحكومة وكأنها سارت على ذلك النهج.
لا نقول هذا الكلام لأهواء شخصية أو لشخصنة العمل الوظيفي، وإنما لأن ما تم من تعيينات ، لم يعد خافياً على موظفين يطالبون بأخذ فرصهم في الترقية، وشباب ينتظرون الوظيفة منذ سنين.
ويأتي -على سبيل المثال- تصريح رئيس هيئة الخدمة والإدارة العامة، بـ”أن على من ينتظر الوظيفة قد يصل به العمر إلى ٧٣ سنة”!!، فماذا يقول المنتظرون عن الذين تم تعيينهم من هؤلاء، ومن الذين يتقلبون على تلك الوظائف الوزارية والقيادية، وكأن الكفاءة ارتبطت بهم وحدهم؟!.
ولخطورة التصريح ووقعه الصادم على الأردنيين، يأتي التوضيح الرسمي بأن التصريح” أُخذ في غير سياقه”، فما هو السياق والصواب فيه، “دولتكم”؟!.
وفي سياق التعيين أيضاً، فقد جيء بقيادات حلّت محل من كانوا في صفوف القيادة، في بعض الدوائر والوزارات، وهم على سوية عالية في الكفاءة والخبرة، وتشهد لهم بكفاءتهم، وزاراتهم وهيئة الخدمة والإدارة العامة.
لا بل منهم تم “تجميده”!. والكل يعلم في العمل الوظيفي، يا “دولة الرئيس”بأنه لا يجوز اتخاذ قرار التجميد، إلا لشبهة فساد أو لسبب أخلاقي، فكيف تستقيم الكفاءة والخلق والوطنية، مع هذين السببين، وغيرهما؟!
“دولة الرئيس”:الخلل الإداري يضرب وزاراتنا ومؤسساتنا، وعلى حكومتكم تصويبه، قبل فوات الأوان، أما الإعلام الرسمي، وتصريحات الوزراء والقيادات التي اعتدنا على سماعها من خلاله، فإن الاستمرار به، استهلاك للوقت، ومناسبة للتندر الشعبي، والخوف كل الخوف، أن لا يظل مجرد تندر.
البقية عندكم، وفهمكم كفاية.