لماذا لا تتجاوبون مع الاعتراض الشعبي؟

11

ماهر ابو طير

لدينا هنا قدرة متفردة على تبرير أي قرار، فإذا قررت الجهات المختصة العودة للتوقيتالشتوي وجدت له المبررات، وإذا قررت تثبيت التوقيت دون تغيير وجدت التغييرات،وبينهما أناس غاضبون.

الغالبية العظمى من الأردنيين يريدون العودة للتوقيت الشتوي وقد طالبوا بهذا مراراوالكل يتحدث عن صحوة أبنائهم والعتمة في كل مكان من أجل الخروج إلى المدارسالتي تكون أيضا مع بدايات الشروق، ومعهم طبقة موظفي الدولة الذين يستيقظون معالعتمة من أجل الاستعداد للذهاب إلى العمل، في مشهد مرهق، إلا إذا كانت الجهاتالرسمية تتقصد إيقاظهم لصلاة الفجر وهذا أمر آخر جزاهم الله خيرا على نواياهم انكانوا يتقصدون ذلك أصلا.

قراءات عشرات التقارير الرسمية والحكومية أصدرتها حكومات سابقة، وربما الحالية،يعرضون لك فيها فوائد عدم التغيير نحو التوقيت الشتوي، ويعددون لك مساوئالتوقيت الشتوي أيضا، وأنا أتحدى أنهم لو قرروا العودة للتوقيت الشتوي لفردوا بينأيدينا عشرات المبررات للعودة للتوقيت، ومساوئ عدم العودة إليه.

من قصص توفير الطاقة، إلى استغلال ساعات النهار، مرورا بتفاصيل أبدعها موظفونرسميون لتثبيت قرار مرفوض شعبيا.

استماع الحكومات للناس أحيانا ولو كانوا على ضلالة أمر مهم، لأن هذه هي رغبتهموهم يقيسون الأمر وفقا لبيوتهم لا مبررات أي جهة رسمية، وهذا حق من حقوقهم،لأنهم كما أشرت يخشون على اولادهم خصوصا في ظل انتشار مليون كلب وفقالتصريح مسؤول بارز ينتشرون في ساعات الصباح الباكر في كل مكان، فلا نحن قمنابحل أزمة الكلاب الضالة، ولا خففنا على الناس مشقة يومهم وثبتنا التوقيت الشتوي،ولا كأن رأيا عاما في الأردن يصطف ضده.

النائب الدكتور حسين العموش، زميل المهنة السابق طالب الحكومة بإجراء استفتاءحول التوقيت الشتوي، عبر إعداد منصة إلكترونية مخصصة للاستفتاء بالتعاون معالجهات ذات العلاقة، وربما هو يعرف مسبقا النتيجة، لكنه أراد ضمنيا تذكير الحكومةأن التوقيت الشتوي لا يرتبط فقط بالطيران ولا التوقيت العالمي، ولا وجود إحصاءاتحول عدد الدول التي تطبقه ولا تطبقه، وإنما برغبة الناس، وفقا لطبيعة حياتهم، وهذااقتراح جيد إذا لم تصدق الجهات الرسمية أن هناك اعتراضا شعبيا طوال سنين علىهذه القصة

العودة إلى التوقيت الشتوي بناء على رغبة الناس، وطبيعة حياتهم لن ينتقص من هيبةالمؤسسة الرسمية، ولا قدرتها على فرض قرارات، لكن كل هذا الاعتراض لم يأت منفراغ، والتعامل مع الاعتراض أمر مهم، لأنه يمثل حالة شعبية، وليس تحريضا سياسيامن أحد.

ما يزال الوقت مبكرا قبل نهاية الشهر الحالي، ومن المناسب بحث هذا الموضوعمجددا وعدم البحث عن حلول بديلة، من توقيت دوام المدارس، ومدة الحصص،وصولا إلى بقية الحلول التي يتم طرحها.

وظيفة الحكومات خدمة الناس، واحسب أن هناك في هذه الحكومة من يسمعويتوقف ويراجع ويتراجع أيضا بكل مرونة وشجاعة.الغد

قد يعجبك ايضا