آخر الأخبار من غزة إلى لبنان: تصاعد التوترات واعتراف دولي بالدولة الفلسطينية

62

شهدت المنطقة يوم الأحد، سلسلة من التطورات السياسية والعسكرية والدبلوماسية المهمة، تمحورت حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والغارات الإسرائيلية على غزة ولبنان، إضافة إلى مستجدات انتخابية وأمنية في سوريا والعراق.

على الصعيد السياسي، أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية، وسط توقعات بانضمام دول أخرى مثل فرنسا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذه الخطوة قوبلت بردود فعل شديدة من الجانب الإسرائيلي، حيث أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الاعترافات تمثل “مكافأة لأكبر مذبحة لليهود منذ الهولوكوست”، ورفضت تل أبيب هذه الخطوات باعتبارها تهدد استقرار المنطقة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح قائلاً: “لن تكون هناك دولة فلسطينية”، مشيراً إلى أن الرد الإسرائيلي على هذه الاعترافات سيأتي فور عودته من الولايات المتحدة، وفي تصريحات إضافية، شدّد وزير الطاقة الإسرائيلي على أن أي دولة فلسطينية ستكون خاضعة لسيطرة حماس وإيران، وهو ما سيؤدي إلى دمار الفلسطينيين أنفسهم كما حدث في غزة، مضيفاً أن تصريحات بعض القادة الغربيين “لن تغيّر شيئاً”.

بينما اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية أن الحكومة الحالية جلبت “الكارثة الأمنية الأخطر” والآن تسبب في “أخطر أزمة سياسية”. وأوضح الوزير جدعون ساعر أن أي اعتراف بالدولة الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر “خطوة شائنة”، مؤكداً أن مستقبل “أرض إسرائيل” سيُحسم في القدس، مع استمرار دعم الولايات المتحدة.

على الصعيد الأميركي، انتقد نواب وساسة جمهوريون الخطوة، بينما رأى السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن أن الأولوية يجب أن تكون إنهاء الحرب وإعادة الرهائن بدلاً من دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية. وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن الوزير ماركو روبيو أكد التزام واشنطن بأمن دول الخليج، وبحث ملف الأسرى وإدخال المساعدات إلى غزة مع نظيره السعودي.

في فرنسا، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون دعم بلاده لمسار السلام ووقف إطلاق النار فوراً، مؤكداً أن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية يمثل “بداية الطريق نحو السلام”.

من جانبها، قالت النائبة البريطانية عن حزب العمال سونيا كومار إن الاعتراف ليس جائزة لحماس بل إقرار بحق الفلسطينيين، داعية إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات.

أما حركة حماس، فقد رحبت بالاعترافات واعتبرتها خطوة مهمة لتثبيت الحق الفلسطيني وإقامة الدولة المستقلة، مؤكدة ضرورة أن تترافق هذه الخطوة مع إجراءات لوقف الحرب فوراً.

ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في غارة إسرائيلية على مدينة بنت جبيل، فيما وصف الرئيس اللبناني ما حدث بأنه “مجزرة” وانتهاك للقرارات الدولية، داعياً المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها. رئيس الوزراء اللبناني اعتبر الحادثة “جريمة موصوفة ضد المدنيين”، ورئيس البرلمان اللبناني أكد أن دماء الشهداء سفكت على مرأى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، محذراً من أن “سلوك إسرائيل في القتل دون رادع يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين“.

في قطاع غزة، أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بنيران الاحتلال في خان يونس، فيما أفاد مراسل الجزيرة عن غارات كثيفة على مخيم الشاطئ غرب المدينة.

في الضفة الغربية، أفادت مصادر بأن مستوطنين استولوا على منزل فلسطيني في البلدة القديمة بالخليل، بينما تحدثت تقارير إسرائيلية عن استعداد الجيش لتصعيد محتمل مع تزايد الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

من ناحية أمنية ودبلوماسية، حذر مسؤولون أوروبيون من عواقب محتملة إذا سعت الحكومة الإسرائيلية لضم الضفة الغربية، فيما قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن الجمعية العامة “تستعد لصناعة مشهد خطير من خلال الترويج للمغامرة الفلسطينية”، مؤكداً أن تل أبيب ستتخذ خطوات مماثلة إذا تحركت الجمعية منفردة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وفي سوريا، أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب أن الاقتراع سيكون في الخامس من أكتوبر المقبل، فيما أدلى الرئيس السوري أحمد الشرع بتصريحات لقناة “سي بي إس” أكد فيها أن الرئيس الأميركي ترامب “اتخذ خطوة كبيرة باتجاه سوريا برفع العقوبات”، معتبراً أن ذلك أعاد الأمل للاجئين والنازحين للعودة إلى وطنهم، داعياً العالم إلى عدم التواطؤ في قتل الشعب السوري وإلى استعادة العلاقات الأميركية السورية بشكل مباشر.

على صعيد البحر المتوسط، أبحرت السفينة “عمر المختار” من العاصمة الليبية للالتحاق بـ”أسطول الصمود العالمي” الساعي إلى كسر الحصار عن غزة، فيما أشار الأسطول إلى تحليق طائرات مسيّرة مجهولة الهوية بالقرب من سفنه ومراقبتها.

وكالات

قد يعجبك ايضا