الأردني محمد المسفر

كتب: عبدالحافظ الهروط

189

في السراء والضراء، وفي الرخاء والشدة، يطل الكاتب السياسي محمد المسفر بنداءاته الأردنية، وليس بمناسبة زيارة يقوم بها زعيم عربي إلى بلد شقيق، أو يُعقد في عاصمة عربية، مؤتمر، أو لقاء.
المسفر، لو فتشنا وسألنا عن جذوره، لقالت إنه عروبي حتى النخاع، قطري الجنسية، أردني القلب والهوى.
ما من قضية لهذه الأمة أو أزمة واجهتها، أو زيارة لزعيم عربي، إلا وقال”إدعموا الاردن”،فهو يرى هذا الوطن، “حجر الزاوية” للعالم العربي.
المسفر يستشعر منذ عقود، الخطر الذي يهدد به العدو الإسرائيلي كل البلدان العربية والإسلامية، وأن إضعاف الاردن، يعني تعبيد الطريق إلى كل العواصم، على اختلاف جغرافيتها وتعرجاتها، وما لها من اتفاقات ومواقف مع هذا الكيان الغاصب.
فأينما وطأت أقدام جندي من جنوده المجرمين القتلة، أو كان لمسؤول متطرف فيه، تصريح يهدد ويعربد به صباح مساء، كانت هناك مجزرة بحق أبرياء.
التقيت المسفر في الدوحة مع زميل لي صحيفة الرأي، فكان ينبهنا إلى أهمية الأردن عربياً وإقليمياً ودولياً، وما المطلوب من العالم العربي للوقوف إلى جانبه، وذلك لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية، وأنه “حائط الصد أمام العدو الصهيوني”.
ولم يخف المسفر حقائق أمور تتعلق بإسرائيل ونظرتها إلى الأردن الذي يراه في تاريخه المشرف عسكرياً ضد هذا العدو، سواء على الارض الفلسطينية والدفاع عن القدس، أو على الارض الأردنية وتحديداً في معركة الكرامة، هذه من جهة.
أما من جهة ثانية، الدور الأردني السياسي والعسكري، تجاه القضايا العربية قاطبة، وما قدّمه لدول الخليج، دون استثناء، سياسياً وعسكرياً وفي الجانب الاقتصادي في مجالات تعليمية وصحية وإنشائية.
وقال المفكر المسفر، ما لم نقو على قوله ونشره، حتى ظننا أنه الأردني الذي يتحدث لنا ونحن ضيوفه قدمنا اليه في الأردن.
محظوظة وسائل الإعلام التي تستضيف المسفر، سواء في قناة الجزيرة أو قناة وإذاعة وصحيفة أردنية وعربية، أو محاضرة وندوة تُعقد في عمان أو الدوحة، نقول محظوظة: لأن الأردن يظل على امتداد لسانه، ويقنع السامع بما يموج في رأسه.
في مهرجان الفحيص الذي انتهى قبل أيام، عزمت على أن أحضر للمسفر محاضرة يتناول فيها الأردن ويتحدث ” من شور رأسه” وما يستند اليه من مفاهيم وحقائق تاريخيّة، ولكن ظروف الوفاة لمن يجبرك على الحضور حال دون ما يقوله هذا “القطري الأردني العروبي” وقلبه يتوجع على حال هذه الأمة، وما تمرد به عدوها وقام بمجازر فلسطينية وفي غزة، واعتداء على قطر.
فأهلاً بالمسفر كل الوقت في بلده الأردن.

قد يعجبك ايضا