تصعيد إسرائيلي يهدد الأمن الإقليمي .. وقمة الدوحة الطارئة تحذر
إعداد: عمران السكران
العقبة اليوم – تشهد الساحة الإقليمية تصعيدًا حادًا مع تواصل الهجمات الإسرائيلية على غزة وتطورات العدوان الإسرائيلي على قطر، ما أعاد قضية فلسطين ومسألة الرد العربي والإسلامي إلى صدارة الاهتمام الدولي.
فقد شنت إسرائيل اليوم غارات على قطاع غزة، مستهدفة مبانٍ سكنية وأبراجًا، فيما ردت فصائل المقاومة بقصف مواقع للجيش الإسرائيلي جنوب خان يونس، ما يعكس استمرار المواجهة دون أي مؤشرات على تهدئة وشيكة.
وفي سياق متصل، تصاعدت الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل بعد هجومها على الدوحة الذي استهدف مقرات سكنية تضم أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ما دفع دولة قطر إلى الدعوة لعقد قمة عربية-إسلامية طارئة يوم الاثنين، بهدف توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه العدوان الإسرائيلي ورفض كل محاولات المساس بالسيادة الوطنية ومسار الوساطة.
وخلال افتتاح أعمال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة المشتركة العربية-الإسلامية الطارئة، أكدت قطر على ضرورة وقف كل مسارات التطبيع مع إسرائيل، معتبرة أن الهجوم الأخير على الدوحة يُظهر تجاهل تل أبيب للقانون الدولي وحقوق السيادة، ويهدد جهود السلام في المنطقة.
وشددت على أهمية توحيد الموقف العربي والإسلامي لمواجهة العدوان ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدة أن استمرار التطبيع في ظل هذه الاعتداءات يضر بمصداقية أي مسارات دبلوماسية مستقبلية ويعقّد جهود التهدئة.
البداية كانت من الجانب الإسرائيلي، حيث أعلنت شعبة إعادة التأهيل في وزارة الدفاع أن عدد الجنود والضباط المصابين منذ 7 أكتوبر 2023 بلغ 20 ألفًا، مع تسجيل 31 ألف حالة تعاني من اضطرابات الصحة العقلية، و16 حالة شلل تام، و99 حالة بتر أطراف.
هذه الإحصاءات الرسمية تشير إلى ثقل الأعباء المترتبة على الجيش الإسرائيلي نتيجة استمرار الحرب على غزة.
في الوقت نفسه، شهدت المنطقة العربية والاتحاد الأوروبي ردود فعل متباينة تجاه التصعيد الإسرائيلي. رئيسة المفوضية الأوروبية اعتبرت توغل روسيا في المجال الجوي الروماني انتهاكًا لسيادة الاتحاد وتهديدًا للأمن الإقليمي، فيما أعربت ألمانيا عن تضامنها الكامل مع رومانيا،. هذا يوضح أن الملفات الإقليمية مرتبطة ليس فقط بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بل تتقاطع مع التوترات الأوروبية-الروسية.
أما على الصعيد الفلسطيني، فقد استمرت الغارات الإسرائيلية على غزة، حيث أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد 52 شهيدًا منذ فجر اليوم، بينهم مدنيون وأطفال، إضافة إلى إصابات متعددة، قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارات على مبانٍ سكنية في حي الرمال وحي تل الهوى، ما أسفر عن تدمير 16 مبنى، بينها 3 أبراج سكنية، في المقابل، ردت حركة “سرايا القدس” بقصف مواقع للجيش الإسرائيلي جنوب خان يونس، ما يوضح أن المواجهة مستمرة على الأرض دون مؤشرات على تهدئة وشيكة.
على المستوى السياسي والدبلوماسي، احتلت قمة الدوحة الطارئة المرتقبة أولوية الحدث، فمسودة القرار التي تم تداولها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب أشارت إلى أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يمثل تهديدًا مباشرًا لجهود التطبيع مع إسرائيل، ويستهدف تقويض مسارات الوساطة الدبلوماسية، بما فيها الجهود القطرية لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى، رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أكد أن الهجوم الإسرائيلي على أراضي بلاده يمثل إرهاب دولة وانتهاكًا صارخًا للشرعية الدولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى وضع حد لسياسة المعايير المزدوجة ومعاقبة إسرائيل على جرائمها.
تتزامن هذه التطورات مع تصعيد سياسي داخلي في إسرائيل، حيث تقدم عضو الكنيست تسفي سوكوت بمشروع قانون لإلغاء اتفاق أوسلو، معتبرًا أنه فشل ذريع وخلل أمني، ما يعكس اتساع الهوة بين السياسات الداخلية الإسرائيلية والضغط الدولي على تل أبيب.
في الوقت ذاته، أثرت الأزمة على الأحداث الرياضية والثقافية في أوروبا، حيث أوقفت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين المرحلة الأخيرة من طواف إسبانيا للدراجات، بينما دعت مسؤولة إسبانية إلى منع إسرائيل من المشاركة في أي فعالية رياضية أو ثقافية مستقبلاً، معتبرة أن المجتمع الإسباني وجه درسًا عالميًا حول رفض الانتهاكات الإسرائيلية.
زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع نتنياهو إلى حائط البراق في القدس أثارت جدلاً واسعًا، إذ اعتبر الفلسطينيون هذه الخطوة استفزازًا للمقدسات الإسلامية، في حين وصف نتنياهو التحالف الإسرائيلي-الأميركي بأنه الأقوى تاريخيًا، ما يعكس دعمًا أميركيًا مستمرًا لسياسات تل أبيب رغم الهجوم الأخير على قطر.
خلاصة اليوم، تشير إلى أن المنطقة تمر بموجة تصعيد شاملة، تشمل المواجهة العسكرية المباشرة في غزة، الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من قبل الدول العربية والإسلامية، وتحركات سياسية دولية وإقليمية مرتبطة بالتحالفات والاعتداءات المتبادلة، ما يضع المنطقة على أعتاب أزمة أكبر إذا لم تتدخل الوساطات الدولية بشكل فعال وعاجل.