البيوت الحجرية.. ذاكرة متجذرة تحكي أصالة المكان (صور)
تشكل البيوت الحجرية في عجلون إرثاً عمرانياً وحضارياً يعكس أصالة البناء التقليدي ومتانته لتبقى شاهداً على ذاكرة المكان وجماليات العمارة القديمة ودلالاتها الثقافية المتجذرة في وجدان الأجيال.
وبين مدير ثقافة عجلون سامر فريحات أن الوزارة ومديرياتها تولي اهتماماً خاصاً بالمباني التراثية مؤكداً أن المديرية تعمل على تنفيذ برامج توعوية بالشراكة مع المجتمع المحلي والجمعيات للحفاظ على هذه القيمة الحضارية.
وأضاف أن خطة المديرية تتضمن مشاريع لإعادة إحياء البيوت التراثية وتوظيفها في الفعاليات الثقافية والسياحية بما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وصون الذاكرة الجمعية وإبرازها للأجيال المقبلة.
وأكد مدير سياحة عجلون فراس الخطاطبة أن وزارة السياحة تولي اهتماماً خاصاً بالبيوت التراثية في محافظة عجلون سعياً لتشجيع العمل على تطوير السياحة التراثية والحفاظ على الموروث العمراني.
وأضاف أن الوزارة قامت بصيانة عدد من المنازل التراثية ورصدت أخرى بحاجة إلى الترميم مشيراً إلى جهودها في مخاطبة الجهات المختصة لمتابعة هذه البيوت التي تمثل ذاكرة الأجداد وتراثهم الحي.
وبين مدير آثار عجلون أكرم العتوم، أن المحافظة تحتوي على مجموعة كبيرة من البيوت التراثية التي تحمل قيمة تاريخية وفنية كبيرة مؤكداً ضرورة حماية هذه المباني من الإهمال والتدهور.
وأشار إلى أن المديرية تعمل على إعداد برامج صيانة وترميم بالتعاون مع الجهات الرسمية والمجتمع المحلي، لضمان استمرار هذه البيوت كمعالم تراثية حية تساهم في تعزيز السياحة والثقافة في المنطقة.
وأكد النائب الأسبق الدكتور أحمد عناب أن البيوت الحجرية تختزن ذكريات الأجداد وقصص الحياة اليومية التي عاشوها في ساحاتها وغرفها البسيطة لتبقى رمزاً للترابط العائلي والاجتماعي الذي تميزت به المنطقة.
وأشار إلى أن إعادة إحياء هذه البيوت وترميمها سيعزز من ارتباط الأجيال الجديدة بتراثها ويساهم في إحياء الروح الأصيلة للمكان بما يمنحه بعداً وجدانياً يعكس الانتماء والاعتزاز بالهوية.
وقال رئيس منتدى عنجرة الثقافي الدكتور رفعت الزغول إن هذه المباني يمكن أن تكون رافعة للتنمية المحلية من خلال تحويلها إلى بيوت ضيافة ومراكز للأنشطة الثقافية والسياحية ما يفتح المجال أمام استقطاب الزوار ويخلق فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي.
وأوضح أن الاستثمار في هذا النوع من المشاريع التراثية يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي ويعزز من مكانة عجلون كوجهة سياحية فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي والأصالة المعمارية.
وأشار الباحث في التراث محمد الشرع أن البيوت الحجرية في عجلون تمثل جزءاً من الهوية الثقافية للمكان حيث صممت لتنسجم مع الطبيعة وتستجيب لمتطلبات الحياة الريفية البسيطة وتعكس عبقرية الإنسان في التكيف مع بيئته باستخدام الحجر المحلي.
وأضاف أن هذه البيوت ليست مجرد مباني بل شواهد على تاريخ طويل من العادات والتقاليد مشدداً على ضرورة المحافظة عليها باعتبارها ثروة وطنية يمكن توظيفها في خدمة السياحة والثقافة.
(الرأي) -راشد فريحات