ترامب يخطط لفرض ضرائب ضخمة على الأدوية المستوردة وسط مخاوف من ارتفاع الأسعار
العقبة اليوم – يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسته التجارية القائمة على فرض الرسوم الجمركية، وهذه المرة يستهدف قطاع الأدوية، فبعد أن شملت تعرفة منتجات مثل السيارات والصلب والألمنيوم، أعلن ترامب عزمه فرض ضرائب استيراد مرتفعة على الأدوية، وهو قطاع كان إلى حد كبير معفى من الرسوم لعقود طويلة.
وبحسب تفاصيل اتفاق تجاري حديث مع أوروبا، فُرضت بالفعل تعرفة بنسبة 15% على بعض المنتجات الدوائية الأوروبية، لكن ترامب يهدد برفعها إلى 200% على أدوية مصنوعة في دول أخرى، في خطوة وصفها خبراء بأنها صادمة، إذ قد تؤدي إلى نتائج عكسية بزيادة الأسعار وإحداث نقص في السوق الأميركية.
ونقل تقرير لوكالة أسوشيتد برس عن الخبير الاقتصادي الصحي ديدريك ستاديغ من شركة الخدمات المالية ING، قوله إن التعرفة الجمركية ستؤثر مباشرة على المستهلكين من خلال ارتفاع أسعار الوصفات الطبية، وعلى نحو غير مباشر عبر زيادة أقساط التأمين الصحي، موضحاً أن الأسر ذات الدخل المنخفض وكبار السن سيكونون الأكثر تضرراً.
ورغم أن ترامب تعهّد بخفض أسعار الدواء للأميركيين، إلا أن خبراء يرون أن الرسوم الجمركية قد تدفع شركات الأدوية الجنيسة الرخيصة إلى الخروج من السوق الأميركية، ما قد يؤدي إلى أزمات في سلاسل التوريد، خاصة أن 97% من المضادات الحيوية و92% من مضادات الفيروسات تعتمد على مكوّنات فعّالة تُصنع في الخارج.
من جانبها، أشارت مارتا ووسينسكا، الباحثة في معهد بروكينغز، إلى أن الرسوم وحدها لن تكفي لإقناع شركات الأدوية الجنيسة ببناء مصانع في الولايات المتحدة، ما لم توفر الحكومة تمويلاً كبيراً. وأضافت: “لقد نقلنا الكثير من سلاسل التوريد إلى الخارج لتوفير أدوية رخيصة، وإذا أردنا عكس هذا الاتجاه، فعلينا إعادة تصميم النظام بأكمله”.
وفي الوقت الذي تستثمر فيه شركات كبرى مثل روش وجونسون آند جونسون مليارات الدولارات في توسيع عملياتها داخل الولايات المتحدة، يظل بناء مصانع دوائية جديدة عملية مكلفة وتستغرق سنوات.