خبراء: ميناء العقبة بوابة إقليمية لإعادة الإعمار في سوريا

7

اعتبر خبراء ومحللون اقتصاديون، أن ميناء يمتلك مقومات حقيقية تؤهله لتأدية دور محوري في جهود إعادة الإعمار في، ولا سيما أنه يعد بوابة عبور لدمشق مع دول واقتصادات مهمة وواعدة في الخليج وشرق آسيا.

وشكل قرار الرئيس الأمريكي بإزالة العقوبات المفروضة على سوريا، حجر أساس لمرحلة إعادة الإعمار في سويا، الأمر الذي تحاول معه دمشق استثماره بكل السبل عبر شراكات واتفاقيات يجري التوقيع عليها مع العديد من دول المنطقة والجوار السوري.

وبحكم الموقع الجغرافي، والترابط الاجتماعي بين العديد من المدن الأردنية والسورية، وطول الحدود المشتركة، ووجود أكثر من معبر بري وخط قطار يجري ترميمه، يطمح الأردن لأن يكون بوابة إعادة الإعمار لسوريا، بخاصة من جهة دول الخليج العربي وشرق آسيا عبر ميناء العقبة، الذي يعد المنفذ البحري الوحيد للأردن.

ورأى المحلل الاقتصادي إيهاب القادري عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأردن، أن ميناء العقبة يمتلك مقومات حقيقية تؤهله لتأدية دور محوري في جهود إعادة الإعمار في سوريا، نظراً لموقعه الجغرافي على البحر الأحمر وقربه من الأراضي السورية عبر شبكة طرق برّية متطورة ما يمنح الأردن ميزة تنافسية إقليمية في مجال الخدمات اللوجستية.

وأضاف القادري أن الأردن يتمتع باستقرار سياسي وأمني، وهذه ميزة تجعله مفضلاً وموثوقاً لدى الشركات الدولية والمنظمات الإنسانية الباحثة عن ممر آمن لنقل البضائع، كما أن هناك بنية تحتية متقدمة في منطقة العقبة، سواء على مستوى الموانئ أو مناطق التخزين أو الخدمات اللوجستية، وهو ما يشكل قاعدة جاهزة يمكن البناء عليها لإعادة الإعمار في سوريا.

ورأى عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأردن ضرورة وضوح القرارات الدولية المتعلقة بإعادة الإعمار، وتوفير بيئة آمنة نسبياً داخل سوريا لضمان استدامة حركة النقل والتجارة، وهي ظروف لو تهيأت سوف تسهم في زيادة التنسيق ما بين الحكومة الأردنية والقطاع الخاص، وتحفيز الاستثمار في الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد عبر ميناء العقبة الذي سيشكل بوابة إقليمية رئيسية لدعم جهود الإعمار في سوريا.

من جهته، قال المحلل السياسي المختص في الشأن السوري حسن جابر، إن ميناء العقبة يعد استراتيجياً حيثُ يقع في موقع حيوي، بخاصة لجهة البضائع القادمة من الشرق كالصين، التي تعد مصنع العالم، ودول جنوب شرق آسيا التي تعتبر عالية الإنتاج.

وأوضح أن العالم الآن يتجه شرقاً في خطوط الملاحة البحرية وخطوط التزويد والامداد، وهو ما يوفر لميناء العقبة ميزة تنافسية مقارنة بالموانئ السورية الطبيعية الموجودة في شرق المتوسط، وميناء العقبة إذا تم التوافق عليه مع الجانب السوري سيلعب دور شريان حقيقي يربط الشرق بسوريا.

ولفت جابر إلى أن ما يعزز أهمية ميناء العقبة، وجود بنية تحتية من خطوط إنشائية وبنية تحتية من الطرق السريعة التي تتحمل نقل البضائع والقافلات من ميناء العقبة نحو الأراضي السورية عبر الأوتوستراد السريع في سوريا مثل (أم 4 وأم 5)، والتي تعتبر شرايين نقل مهمة وتمتد لتربط الجغرافيا السورية بتركيا.

بدوره رأى الخبير الاقتصادي عوني الداوود أن ميناء العقبة يمكن أن يقدم دوراً محورياً مهماً لنقل البضائع، ويعد بوابة عبور لسوريا مع دول واقتصادات مهمة وواعدة في الخليج وشرق آسيا، الأمر الذي يتوقف حتى الآن عند خطوتين، الأولى توقيع ذلك بين الجانبين الأردني والسوري، والثاني توفير بيئة مناسبة مستقرة في سوريا تعطي ضمانات وتطمينات للاستثمار الخارجي.

وأشار  إلى أن الأردن تربطه مع سوريا حدود طويلة عبر أكثر من محافظة، ولدى البلدين منافذ حدودية كثيرة، وهناك خط قطار يجري العمل على إصلاحه بين الجانبين، وكل ذلك يشكل حافزاً لأن يتم نقل البضائع من ميناء العقبة للأراضي السورية.

ونوّه الداوود إلى أن موقع ميناء العقبة الاستراتيجي، يُمكّن من إقامة شراكات اقتصادية مهمة لإعادة إعمار سوريا، وربطها شرقاً بالصين ودول شرق آسيا، وعربياً بدول الخليج العربي، ومن جهة البحر الأحمر نحو مصر فأفريقيا، ومن جهة الأراضي إلى سوريا ومنها لتركيا فأوروبا.

(إرم نيوز)

قد يعجبك ايضا