مونديال الأندية الجديد: نجاح شكلي وسخط خلف الكواليس

45

خاص – العقبة اليوم الإخباري

رغم الأجواء الاحتفالية التي رافقت ختام أول نسخة موسعة من بطولة كأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقًا، لم تخلُ البطولة من انتقادات حادة وتحذيرات دفينة قد تعصف بمستقبلها إذا لم تُعالج مشكلاتها بجدية.

الفيفا، التي اعتبرت هذه النسخة «نجاحًا تاريخيًا»، تواجه الآن موجة من التقييمات السلبية من أوساط رياضية واتحادات محلية ولاعبين، وسط تساؤلات عن الجدوى الحقيقية للبطولة التي بدأت برؤية تجارية وانتهت بتضخم جدول المسابقات.

جدول مزدحم… وصراع على راحة اللاعبين

أبرز السلبيات تمثّلت في الضغط الهائل على الجدول الزمني للبطولات المحلية والقارية، ما ترك اللاعبين في دوامة من المباريات المتلاحقة دون فترات راحة كافية، وهو ما وصفه بعض مسؤولي الاتحادات بأنه «استهلاك بشري ممنهج».

نقابات اللاعبين، خصوصًا في أوروبا وأميركا الجنوبية، أعربت عن قلقها من تفاقم إصابات اللاعبين وتراجع مستويات الأداء نتيجة الإنهاك الجسدي. في الوقت ذاته، بدا صوت الأندية الكبرى ضعيفًا أمام سطوة العائد المالي الضخم، حيث تم توزيع مليار دولار على الفرق المشاركة، مما جعل حتى المتضررين يترددون في الاعتراض.

نادي تشلسي البريطانية نال البطولة
نادي تشلسي البريطانية نال البطولة

 

“حالة برشلونة” تفضح النظام

أحد أبرز مواضع الجدل كان غياب أندية بحجم برشلونة، ليفربول ومانشستر يونايتد عن البطولة، بسبب نظام التأهل المعتمد على الحصص القارية وعدد محدود لكل دولة، ما أفرز نتائج غير منطقية بالنسبة للجماهير. في المقابل، شارك نادٍ مثل سالزبورغ النمساوي على حساب أندية ذات ثقل كروي وتسويقي عالمي، مما فجّر جدلًا حول ضرورة إعادة النظر في النظام، وربما إدخال تصفيات تأهيلية خاصة أو ما يشبه «بطاقات الإنقاذ» للأندية الكبرى غير المتأهلة.

قطر مجددًا؟ الجدل لا ينتهي

من جهة أخرى، عادت الدوحة لتتصدر المشهد، إذ تُطرح بقوة كموقع محتمل لاستضافة نسخة 2029، بسبب جاهزيتها التحتية وتأثير ناصر الخليفي، رئيس رابطة الأندية الأوروبية. لكن هذا الطرح يصطدم بتحذيرات من اضطرار الفيفا لإقامة البطولة شتاءً، كما حصل في مونديال 2022، وهو ما قد يُعيد الارتباك الكبير إلى روزنامة الدوريات العالمية، خاصة الأوروبية.

نادي تشلسي البريطانية نال البطولة
نادي تشلسي البريطانية نال البطولة

 

الحرارة العالية، حتى في الدول الأخرى المهتمة مثل البرازيل والمغرب وإسبانيا، تفرض على الفيفا التفكير في استخدام ملاعب مكيّفة ومغلقة، وهو حل تقني مكلف لا يخلو من الإشكالات التنظيمية والبيئية، بحسب تقرير لصحيفة (آس) الإسبانية.

نجاح أم ورطة دولية مؤجلة؟

رغم ابتسامات الاحتفال بكأس العالم للأندية الجديدة، يبدو أن البطولة فتحت أبوابًا من الأسئلة حول مستقبلها، خصوصًا إن ظلت محكومة بموازين تجارية بحتة على حساب العدالة الرياضية وصحة اللاعبين. وبين نظام تأهل مأزوم، وتحديات مناخية وزمنية، سيكون على الفيفا أن تختار بين التجميل الظاهري أو الإصلاح الحقيقي.

نادي تشلسي البريطانية نال البطولة
نادي تشلسي البريطانية نال البطولة

 

 

 

قد يعجبك ايضا