نجم شباك التذاكر.. لماذا ينجح كريم عبد العزيز حيث يفشل الآخرون؟

11

يواصل النجم المصري كريم عبد العزيز تعزيز موقعه كواحد من أبرز نجوم شباك التذاكر في السينما المصرية، بعدما انفرد بتصدر قائمة الأفلام التي تخطّت إيراداتها حاجز الـ100 مليون جنيه (2 مليون دولار أميركي)، بمشاركته في أربعة من أصل ثمانية أفلام فقط حققت هذا الرقم خلال السنوات الأخيرة.

ومن أبرز هذه الأعمال: “ولاد رزق 2″، “ولاد رزق 3″، “سيكو سيكو”، و”الحريفة 2″، إلى جانب أفلام حققت نجاحا جماهيريا ونقديا مثل “كيرة والجن”، “بيت الروبي”، “الفيل الأزرق 3″، وأحدثها “المشروع X”.

هذا النجاح المتواصل يؤكد قدرته على المزج بين الجاذبية التجارية والتقدير الفني، ليحافظ على موقعه المتقدم في صدارة نجوم السينما المعاصرين.

“المشروع X”: خلطة الأكشن والكوميديا

حقق فيلم “المشروع X” نجاحا كبيرا منذ طرحه في مايو/أيار الماضي، إذ تجاوزت إيراداته 135 مليون جنيه، ليثبت كريم عبد العزيز من جديد قدرته على تصدّر شباك التذاكر المصري والعربي، ويعزز مكانته كأكثر النجوم تحقيقًا للإيرادات في السنوات الأخيرة.

الفيلم من إخراج بيتر ميمي، وتأليف أحمد حسني، وينتمي إلى نوعية أفلام الأكشن والمغامرة الممزوجة بالكوميديا. تدور أحداثه عن عالم مصريات يُدعى يوسف الجمال، يواجه اضطرابات نفسية، ويجد نفسه مطاردا من منظمة غامضة بعد اكتشافه أسرارا قد تغيّر مستقبل الطاقة في العالم. يجمع الفيلم بين عنصر التشويق والبُعد الإنساني، وهو ما ساهم في جذب جمهور واسع وتعزيز الحضور الجماهيري للفنان كريم عبد العزيز.

يشارك في بطولة الفيلم إلى جانب كريم عبد العزيز، ياسمين صبري، إياد نصار، أحمد غزي، مريم الجندي، وعصام السقا، مع ظهور خاص لعدد من النجوم في مشاهد قصيرة، مثل هنا الزاهد، ماجد الكدواني، كريم محمود عبد العزيز، مصطفى غريب، وفدوى عابد.

شهد الفيلم تصاعدا لافتا في الإيرادات منذ أيام عرضه الأولى، محققا نحو 29.8 مليون جنيه في الأسبوع الأول فقط، ليرتفع إلى 48 مليونا في الأسبوع الثاني، ويواصل الصعود حتى تخطى حاجز الـ100 مليون لاحقا، بحسب بيانات غرفة صناعة السينما.

“بيت الروبي”.. إثبات جديد للنجاح

حقق فيلم “بيت الروبي” إيرادات ضخمة تجاوزت 131 مليون جنيه منذ طرحه في عام 2023، ليؤكد مرة أخرى قدرة كريم عبد العزيز على تقديم أعمال جماهيرية تتجاوز الكوميديا السطحية، وتمتد لتلامس قضايا اجتماعية معاصرة.

اعتمد الفيلم على ثنائية مميزة بين كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز، في تجربة تمثيلية لا تقوم على النجم الأوحد، بل على تكامل أداء وشخصيات، مدعومة بنص اجتماعي ذكي ورؤية إخراجية واضحة لـبيتر ميمي.

يجسّد كريم عبد العزيز شخصية المهندس إبراهيم الروبي، الذي يعيش مع زوجته في عزلة طويلة، بعد أزمة صادمة سببها ضغط مواقع التواصل الاجتماعي وعالم المؤثرين. لكن مسار الأحداث يجبره على العودة إلى القاهرة لمواجهة ماضٍ لم يُغلق بعد.

ورغم الطابع الكوميدي الظاهر للفيلم، فإنه يطرح تساؤلات جادة عن تغلغل وسائل التواصل في حياتنا اليومية، ومدى قدرتها على تشكيل العلاقات وتحديد المصائر الشخصية.

“كيرة والجن”.. قوة البطولة الجماعية

في عام 2022، حقق فيلم “كيرة والجن” إيرادات بلغت 120 مليون جنيه، ليصبح واحدا من أعلى الأفلام دخلا في تاريخ السينما المصرية، ليس فقط بفضل فكرته المأخوذة عن رواية 1919 للكاتب أحمد مراد، ولا لكونه ينتمي إلى النوع التاريخي، بل لأنه جمع بين اثنين من كبار نجوم الشباك، هما كريم عبد العزيز وأحمد عز، في تجربة جماعية مميزة كسرت النمط التقليدي للبطولة الفردية.

يتتبع الفيلم مسار شخصيتي “كيرة” و”الجن” خلال أحداث ثورة 1919، حيث تتقاطع مصائرهما رغم اختلاف خلفياتهما وطباعهما. يجسد كريم عبد العزيز شخصية كيرة، العقل المدبر صاحب الطبع الهادئ والرصين، في حين يقدم أحمد عز شخصية الجن بروحه المتمردة وبنيته الصدامية، ما أضفى على العمل تناغمًا دراميًا مميزًا ومصداقية في الأداء المشترك.

هذا التوازن منح الفيلم طابعا فريدا، خاصة مع وجود أسماء قوية في الأدوار المساعدة مثل هند صبري، سيد رجب، وأحمد مالك، تحت إدارة المخرج مروان حامد، ليخرج العمل بصورة مكتملة العناصر.

نجح “كيرة والجن” في إثبات أن البطولة الجماعية، حين تكون مدعومة بكيمياء فنية صادقة، قد تكون أكثر تأثيرًا من البطولة المنفردة، ما جعله نموذجًا سينمائيًا متقنًا جمع بين العمق التاريخي والجاذبية الجماهيرية.

“الفيل الأزرق 2”.. 104 ملايين جنيه

بعد النجاح الكبير للجزء الأول، عاد كريم عبد العزيز عام 2019 وقدم الجزء الثاني من فيلم “الفيل الأزرق”، الذي حقق أكثر من 104 ملايين جنيه، تأكيدا أن الجمهور يثق في هذه النوعية من الأفلام المعقدة نفسيا والمبنية على حبكات غير تقليدية.

في هذا الجزء، يستكمل الفيلم قصة الدكتور “يحيى” بعد خمس سنوات من أحداث الجزء الأول، حيث يجد نفسه من جديد داخل قسم الحالات الخطرة ومع تصاعد التهديدات التي تطال حياته الشخصية والمهنية، يضطر إلى اللجوء مرة أخرى إلى “حبوب الفيل الأزرق” في محاولة لفهم ما يحدث، وفك شيفرات تتداخل فيها الهلاوس مع الواقع.

الفيلم قدم الممثل المصري بشكل أكثر نضجا في الأداء وجرأة جعلته يتنقل بين العقلانية والجنون في لحظات دون أن يفقد تعاطف المشاهد أو مصداقيته. وقد ساعده في ذلك سيناريو أحمد مراد الذي صاغ حبكة أكثر قتامة وتعقيدا، وإخراج مروان حامد الذي حافظ على الهوية البصرية والجو المشحون بالغموض.

مشاركة أسماء لامعة مثل هند صبري، نيللي كريم، إياد نصار، شيرين رضا وتارا عماد، أضافت إلى الفيلم، لكنه ظل في النهاية عملا يستند إلى حضور كريم عبد العزيز، الذي استطاع أن يصنع من شخصية “يحيى” واحدة من أكثر الشخصيات شهرة وتعقيدا في السينما المصرية الحديثة.

 

المصدر: الجزيرة
قد يعجبك ايضا