تصعيد إسرائيلي ضد المدنيين وتهجير قسري في غزة يرفضه العرب

كتب: محرر الشؤون السياسية

38

العقبة اليوم -تشير التطورات الأخيرة إلى تصعيد خطير في قطاع غزة، يتميز بزيادة في القصف الإسرائيلي على المناطق المدنية، خصوصاً الأبراج السكنية والخيام المخصصة للنازحين. وأكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة والداخلية والأمن الوطني أن الأبراج تخضع للرقابة ولا يُسمح بدخولها إلا للمدنيين، وأن مزاعم الاحتلال لاستهدافها هي جزء من سياسة تضليل تهدف إلى دفع السكان للنزوح قسراً .

في المقابل، سجلت مستشفيات غزة ارتفاعاً كبيراً في أعداد الشهداء والمصابين نتيجة القصف الإسرائيلي، حيث تجاوز عدد الشهداء 60 شخصاً خلال يوم واحد، بينهم نساء وأطفال وطالبي مساعدات، ما يعكس حجم الانتهاكات المدنية في القطاع، كما أكد مجمع ناصر الطبي على وقوع ضحايا جراء قصف مركبات وأماكن تجمع المدنيين، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويؤكد سياسة التهجير القسري المتبعة ضد سكان غزة.

وفي خطوة دبلوماسية بارزة، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أن وصف الحكومة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين بأنه طوعي هو “هراء”، مؤكداً أن التهجير يمثل خطاً أحمر لن يتم السماح به تحت أي ظرف. وأوضح خلال مؤتمر صحافي مع المفوض العام للأونروا في القاهرة أن الشعب الفلسطيني يتمسك بأرضه وحقوقه التاريخية والقانونية والإنسانية، وأن أي محاولة لدفع السكان للخروج من أرضهم عبر المجاعة أو القوة لن تمر.

في السياق السياسي، حماس تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى وسلامتهم، مشيرة إلى إدخال أسلحة جديدة إلى السجون كخطوة تصعيدية ممنهجة. كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن للتحرك فوراً لوقف الهجوم الإسرائيلي الذي يستهدف تدمير المدينة وتهجير سكانها، في وقت تستمر فيه المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة حول الأسرى والمفاوضات الإقليمية.

على الصعيد الدولي، يبدو أن هناك جهوداً أوروبية لضبط توريد الأسلحة لإسرائيل، حيث تدرس الحكومة الإسبانية حزمة عقوبات تشمل حظر تصدير الأسلحة بعد مقتل عشرات الآلاف في غزة وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية بحسب صحيفة إلباييس. كما تبرز تصريحات وزير خارجية إيران حول استمرار تبادل الرسائل مع واشنطن واستعداد أوروبا لفهم الوضع، ما يعكس محاولات لتهدئة التوترات الإقليمية رغم استمرار القتال.

الجانب العسكري الإسرائيلي يتلقى دعماً مستمراً من الولايات المتحدة، حيث أكد قائد القيادة الوسطى الأمريكية استمرار المساعدات العسكرية للجيش الإسرائيلي، مع تنسيق على الأرض لتقييم الوضع الأمني والإقليمي.

في الوقت نفسه، تشهد إسرائيل احتجاجات شعبية داخل المدن الكبرى للمطالبة بإعادة المخطوفين من غزة، ما يظهر تزايد الضغط الداخلي على الحكومة الإسرائيلية بسبب العمليات العسكرية الحالية بحسب صحيفة (هآرتس).

الأزمة في غزة تتسم بالتصعيد الممنهج تجاه المدنيين واستهداف الأبراج السكنية والنازحين، مع ضغط متزايد على المجتمع الدولي للتحرك.

هناك تباين واضح بين الموقف الإسرائيلي الداعم من واشنطن، والتحركات الأوروبية التي تسعى لفرض قيود على توريد الأسلحة، وتصريحات إيران ومبادرات التفاوض تشير إلى استمرار المحاولات الدبلوماسية لتجنب توسع الصراع، لكن مع وجود قيود كبيرة بعد الحرب الأخيرة.

وموقف مصر يمثل دعماً قوياً للحقوق الفلسطينية، ويؤكد رفض أي محاولات للتهجير القسري، وهو مؤشر على التحركات العربية الممكنة للتصدي لمخططات الاحتلال.

المشهد الإنساني متدهور، مع أعداد كبيرة من الشهداء والنازحين، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمستوى التدخل الفعال.

قد يعجبك ايضا