(مع النجوم) … يا سالم ….
كتب: رئيس التحرير
العقبة اليوم – لا أذكر اسم من صدح بأغنية “يا سالم.. حبيتك” ولا أريد الرجوع إلى “غوغل”، لأعرف من هو، فالذاكرة ما تزال حيّة وأنا أسمع جمهور نادي القادسية يرددها من فوق المدرجات، مستمتعاً بمحاورة ومراوحة نجمه الأول وهدافه سالم الرواحنة، لمنافس أو أكثر، وكذلك وهو يودع الكرة في شباك الأندية، بكل أريحية.
سالم “العسكري” القادم إلى الملاعب من معسكرات الجيش، لا معسكرات المنتخبات والفرق، قفز إلى صفوف المنتخب الوطني والمنتخب العسكري.
ما من مباراة إلا صال وجال وسجّل فيها، حتى المباريات الودية والتدريبية، وإن عانده الحظ، صنع هدفاً لزميل، ولِما لا يكون لحسن جاد الله أو عاطف سالم، أو محمود الصالحي، أو بدر الخطيب، رحمه الله، وآخرين، قبل أن يستقدم القادسية من سورية عبدالغني طاطيش وسوريين يشاركون في المباراة ويعودون إلى دمشق بعد انتهائها.
القادسية الذي لم يملك حينها إلا “قميصاً واحداً” كان “اللعيب والخريب” وعلى مسافة واحدة من الأندية، فهو يفوز على الفيصلي أو يتعادل معه، ليظفر الوحدات أو الرمثا باللقب، وكذلك العكس، وما أكثر الألقاب التي حُرم منها هذا “الثلاثي”، ذلك أنّ خَلْط الأوراق بالنسبة للقادسية، أمر محسوم في كل موسم.
“الكتيبة الخضراء”: المرحوم الحارس محمد الزاهري، وأمامه عبدالعزيز الأمير (أبرز من نصب مع زملائه عملية التسلل بنجاح): محمود عوض ونبيل هنداوي، ونائل عبدالحق، هم الذين جعلوا الخطيب والصالحي وباسم السفاريني ومن شارك عند التبديل في منطقة العمليات، الفريق الذي يصعب اختراقه، ولو تخلى جاد الله عن نزقه لكان في طليعة الهدافين.
لقد اعتلى القادسية في أول صعوده للممتاز، وفي ختام الأسبوع العاشر من موسم ١٩٨٢، صدارة التسجيل بـ١٦ هدفاً، ليحل الرمثا ثانياً ١٥، الوحدات ١٤، الجزيرة ١٣، الفيصلي ١٢، الأهلي ٩، الحسين ٨، عين كارم ٧، والبقعة ٥.
كما تصدّر مهاجماه الرواحنة وعاطف لائحة الهدافين بـ ٥ أهداف، وإلى جانبهما المرحوم خالد الزعبي (الرمثا).
في أول صعوده، تعادل القادسية مع الرمثا (البطل) ٠/٠، مع أن الأخير حامل اللقب للمرة الثانية على التوالي، كان يضم خيرة الخيرة من نجوم الكرة الأردنية وله “حصة الأسد” في صفوف المنتخب الوطني، بل شكّل حالة رعب عند جميع الفرق، ولكن “أبناء الجوفة” خطفوا النقطة في أول مواجهة.
أما في رحلة القادسية الصعبة للصعود للممتاز، فقد اختصرها شيخ الإعلام الرياضي الأردني والعربي، المرحوم الأستاذ نظمي السعيد، وهو يبرق باسم “أسرة الرأي”، مهنئاً الإدارة برئاسة السيد محمد حمدان قائلاً: “الإدارة المتحابة هي التي تصنع النجاح”.
لا أريد الخوض في تفاصيل أكثر، وقد كنت مشاركاً وشاهداً على ذاك العصر، حتى مع التحاقي بالعمل الصحفي في صحيفة الرأي، قبل أن تأخذ الأيام بالقادسية وتعصف به إلى غير رجعة أو يرجع “ليصهل” في ملاعب اليوم.
أبى النجم سالم الرواحنة إلا أن يفتح جروحاً دفينة، رغم الأهازيج القدساوية الجميلة، وأغنية “يا سالم .. حبيتك”، التي مرّ عليها عقود، ذلك أن النجوم وإن غادروا الملاعب، إلا أن الفضاء الإعلامي يظل مسكنهم ويذكرهم على الدوام.
وإلى نجم آخر في (العقبة اليوم).