ضفادع المكاتب: لماذا يرفض جيل “زد” وظيفة العمر ويقفز بين الفرص؟
العقبة اليوم- نشرت صحيفة “مترو” البريطانية تقريرًا حول ظاهرة أطلقت عليها تسمية “ضفادع المكاتب” في إشارة إلى جيل “زد” (المولودين بين 1997 و2012) الذين يرفضون الالتزام بسلم وظيفي تقليدي، ويفضلون القفز بين الفرص الوظيفية كما يقفز الضفدع بين أوراق الزنبق في الماء.
الخبيرة في شؤون الموارد البشرية مورغان سانر، وصفت هذا التوجه بـ”مسار الزنبق المهني”، حيث لا يتبع الشباب تسلسلاً خطيًا داخل مهنة واحدة، بل ينتقلون بين الوظائف وفقًا لما يناسب قيمهم وظروفهم في كل مرحلة.
الدراسات تدعم هذه الملاحظة؛ إذ أظهر التقرير أن نحو ثلث موظفي جيل “زد” يخططون لتغيير وظائفهم خلال العامين المقبلين، بينما يرى أكثر من نصفهم أن الأهمية تكمن في العمل الذي يمنح معنى لحياتهم، وأكد 89% أن الوظيفة ذات المغزى تمنحهم شعورًا بالهدف.
الخبيرة ليز سيباغ- مونتيفيوري، الرئيسة التنفيذية لشركة الاستشارات (10Eighty)، أوضحت أن هذا لا يعكس “قلة التزام” بقدر ما يبرز القدرة على التكيف.
وأضافت أن هذا الجيل يدخل سوق العمل وسط تغيرات تكنولوجية واقتصادية سريعة وتوقعات مختلفة من بيئة العمل، لذلك يميل إلى البحث عن فرص تتماشى مع قيمه وتمنحه التوازن بين النمو المهني والصحة النفسية.
لكن الصورة ليست إيجابية بالكامل؛ إذ تتعرض هذه الفئة لانتقادات متكررة من الإعلام، مثل وصفها بـ”الهشة” أو “الثلجية”، بينما اتهمتها منصات بأنها لا ترغب في بذل جهد حقيقي، كما بيّن التقرير أن 40% من جيل “زد” يشعرون بالتوتر أو القلق معظم الوقت، وثلثهم تقريبًا يعتبرون وظائفهم سببًا رئيسيًا لذلك.
مع ذلك، يرى خبراء أن هذا “الحساسية المفرطة” تدفع المؤسسات نحو تحسين بيئة العمل، وزيادة الاهتمام بقيم الشمولية، الرفاهية، وتجربة الموظفين.
وختمت سيباغ- مونتيفيوري بالقول إن على أصحاب العمل بدلًا من انتقاد كثرة التنقل الوظيفي التفكير في سؤال أنفسهم: “كيف يمكن جعل مكان العمل أكثر جاذبية ليبقى الموظفون الموهوبون لفترة أطول؟”.