وزارة الشباب والمسكوت عنه

عبدالحافظ الهروط

69

قد تكون كوادر وزارة الشباب، من أكثر كوادر الوزارات التي ترى في “الوزير الجديد” انه المنقذ، أما المغادر فقد كان السبب في هذا التراجع!.
والحقيقة أن وزارة الشباب تراجعت في برامج عملها الشبابي، وإدارة مرافقها الشبابية والرياضية معاً.
هذا ليس اتهاماً لوزير أو أمين عام، بعينه، وإنما لتراكمات سنوات، يضاف لها تراجع الكوادر العاملة، لعدم تأهيلها، و انتاج قيادات على قدر المسؤولية، ولكن هذا لا ينفي وجود عناصر كان لها نجاح في بعض المواقع.
وعندما أخوض في هذا السجال الذي يدور حول العمل الشبابي، فهو ليس من باب الرأي الشخصي، أو الصحفي، وإنما لتجربة طويلة عشتها في هذه الوزارة، ومع وزراء وقيادات وزملاء وزميلات كانوا فعلاً، يعملون بروح الفريق الواحد، هذا من جهة.
أما من جهة ثانية، فقد كنت متابعاً في الجانب الوظيفي لعمل الوزارة، كصحفي في وكالة بترا وصحيفة الرأي، حتى بعد انتهاء عملي من الوكالة، وما زلت صحفياً أتابع هذا العمل الرسمي، ولوزارة أراها من أهم وزارات المملكة.
لقد ساءني كموظف عمل في وزارة الشباب، وكمواطن يرى أن هذه الوزارة وغيرها من الوزارات والمؤسسات قد تراجع دورها الوطني وما أصابها من ترهل في تقديم رسالتها تجاه شبابها وخدماتها تجاه المجتمع، ليصل الأمر على الصعيد الإداري أن يتم تعيين قيادات في الوزارة ليسوا أهلاً لها.
هذا الأمر ليس في هذه المرحلة ولا التي قبلها، فحسب، وإنما امتداد لمراحل سابقة، ولكن من غير المقبول أن يستمر الحال إلى ما هي عليه الوزارة حالياً.
وعلى سبيل المثال، لا الحصر، فإن كثيراً من القيادات، سواء التي تلازم الوزير والأمين العام، أو من هم على رأس المديريات وبعض المواقع الأخرى، سبق أن تولوا مسؤوليات وفشلوا فيها، إذ يكفي أن نؤشّر فقط، على الخلل الذي أصاب المرافق الرئيسية، وكذلك الذين فشلوا في الاختبارات التي أعدتها هيئة الخدمة والإدارة العامة، ويتولون حالياً قيادة بعض المديريات.
هذا غيض من فيض، وما على الوزير والعاملين في الوزارة إلا أن يقرنوا القول بالعمل، أما “الإعلام الوزاري” الذي كثرت منصاته في الوزارات، ويضخ بالأخبار ، وكثر ضجيجه بالتصريحات، طوال ساعات اليوم، لن يحجب الواقع على الارض.
لقد فقد المواطن الثقة بالمسؤول، كون الأسطوانة الإعلامية، هي ذاتها لدى المسؤولين، ومن هم قائمون على الإعلام، حتى صار الإعلام في الوزارات، إعلام وزير لا إعلام وزارة.

قد يعجبك ايضا