إجتماع أمريكي إسرائيلي بحضور بلير وكوشنير

جميل يوسف الشبول

82

الإجتماع يخص اليوم التالي، لغزة وغزة أرض بلا شعب وما أشبه عام 1948 بعام 2025 لكن الإختلاف كان بغياب ولي الدم الان وحضوره صوريا في الامس .
بلير قاتل ملايين العراقيين والذي أراد أن يغسل وجهه الاسود بالإعتذار عن جرائمه بقتل ملايين الأبرياء، يأتي اليوم ليقدم وصفاته الإجرامية المجربة بحق القطاع .
لم يتم إستدعاء أي نظام عربي للإجتماع حتى بصفة شاهد ولا نريد أن نخوض بالأسباب لكن الذي يثير الإستغراب وما لم يدركه النظام العربي أن مصيره ومصير غزة واحد وان السقوط هنا سقوط هناك وان لا فرق بين هذا النظام وذاك .
500 مليون عربي لا يسرهم ما يجري في غزة وسوريا ولبنان والسودان ولا يسرهم ما سوف يجري لأي بلد من البلدان العربية ولا يسرهم وجود ملايين الجنود والجنرالات لا يرفعون سكينا بوجه احقر وانذل واقذر جيش عرفه التاريخ يشاهدونه كما العالم يرتكب جميع الجرائم التي سجلت عبر التاريخ بصمت دولي مريب وعلى راسهم اولياء الدم الاخوة في العروبة والاسلام الذين اذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
إتخاذ التنظيمات الإسلامية ذريعة لعدم المناصرة مكشوف للشعوب العربية فمن العداء لهذه التنظيمات تم الدخول الى المناهج الدراسية وتقزيمها وتم الدخول الى المساجد والعبث بالخطبة ونزع روحها من حيث المحتوى وإنسجامها مع قضايا الأمة الراهنة مرورا بالخطباء وطريقة فرزهم بين الموافقة والمنع وبعيدا عن الكفاءة وردود فعل المصلين المستنكرة بصمت لما يجري وخصوصا أصحاب التخصصات الدينية والعلمية.
فشلت التنظيمات الإسلامية في إحداث أي تغيير على جميع الصعد ، والانظمة تدرك ذلك جيدا ولا نريد أن نعدد الأسباب وبيان مواقع الخطأ والصواب لكنها استخدمت في إفشال المشروع الإسلامي بالتامر عليها واستدراجها من جهة وإخفاقها في معالجة قضايا مصيرية ومفصلية وإجتماعية بمحدودية التأثير في الرأي العام والإكتفاء بوجهة نظرها بعيدا عن الثوابت الدينية الواضحة .
على الأنظمة العربية ان لا تتعامل بحيادية مع قضية غزة وعليها استثمار الفرصة التاريخية بعيدا عن محبتها وكرهها للتنظيمات الإسلامية التي تخوض حربا مباشرة مع الولايات المتحدة الإمريكية وعليها ان تلتقط ما يجري في الداخل الإسرائيلي وما يجري لجيشها المنهار والفاقد لكل شيء بدءا من الأخلاق، وإنتهاء بعدم القدرة على التجنيد وخوفه من المقاومة بأسلحتها المتواضعة.
عليها أن تستثمر هذا الحراك الدولي واستقالة الوزراء الهولنديين وحراك الشارع الأوروبي وعدم منح الوفد الفلسطيني تأشيرات السفر الى أميركا وانهيار أميركا أخلاقيا والمفضي لا محالة الى سقوط بكل شيء وصولا للسقوط العسكري وعليها أن تستثمر العملية الجريئة للمقاومة بأسر الجنود الصهاينة وانعكاسها على الداخل الإسرائيلي وعليها أن تتجنب حالة النأي بالنفس عن جرائم الإحتلال بالقطاع والحراك الدولي ضد كيان الإحتلال.
أن ما يقوم به نتنياهو من اقتحامات هنا وإنزال هناك معتمدا على الطائرة الأمريكية كسلاح متبق لديه ما هو الا لصرف النظر عن وهن وضعف وانهيار جيشه أمام تنظيم محدود العدد والعدة ، وعليه فإنها فرصة تاريخية للأنظمة أن تقف وقفة واحدة أمام ترامب قائد الحملة على غزة ورئيس أركانه السفير الأمريكي في إسرائيل،  وأن تقول أن أمر غزة أمر عربي خالص وهي قادرة على ذلك إن أرادت البقاء وحماية شعوبها ودولها والإ فإنها ماضية في تدمير العروبة والإسلام وتوزيع شعوبها كسبايا لدى الأمم الأخرى وبيعها بثمن بخس في سوق النخاسة الدولي.

قد يعجبك ايضا