رحيل القاضي الرحيم فرانك كابريو… العدالة تفقد قلبها الإنساني
العقبة اليوم – توفي القاضي الأمريكي فرانك كابريو، المعروف بلقب “القاضي الرحيم”، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد صراع طويل مع مرض سرطان البنكرياس. وأعلنت عائلته عبر حسابه الرسمي على إنستغرام خبر وفاته، مؤكدة أنه رحل بسلام بعد معركة وصفتها بـ”الشجاعة”، مشيرة إلى أنه سيبقى حاضرًا في ذاكرة الملايين بما جسده من تعاطف وتواضع وإيمان بخير الناس.
كابريو، الذي وُلد عام 1936 في بروفيدنس بولاية رود آيلاند لعائلة مهاجرة من أصول إيطالية، شغل منصب قاضٍ في المحكمة البلدية للمدينة لنحو 38 عامًا، واشتهر عالميًا عبر برنامجه التلفزيوني “Caught in Providence” الذي وثّق جلساته القضائية وأسلوبه الإنساني في التعامل مع المتهمين، حيث كان يخفف الغرامات أو يتنازل عنها مراعاةً لظروفهم الاجتماعية. وقد حصد البرنامج ملايين المشاهدات على المنصات الرقمية، ما جعله رمزًا للرحمة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وسائل إعلام أمريكية أبرزت رحيله، إذ ذكرت مجلة People أن كابريو رحل بسلام بعد سنوات من مقاومة المرض، فيما أشارت شبكة NBC Boston إلى أن حاكم ولاية رود آيلاند دان ماكي أمر بخفض الأعلام إلى النصف حدادًا على وفاته، واصفًا إياه بـ”كنز الولاية” وأحد أبرز وجوهها الإنسانية.
أما Fox News فلفتت إلى أن كابريو ترك أثرًا لا يُمحى بفضل مواقفه التي أكسبته شهرة واسعة وصنعت منه شخصية فريدة جمعت بين العدالة والرحمة.
إلى جانب عمله القضائي، أصدر كابريو كتابًا بعنوان “الرحمة في المحكمة”، روى فيه رحلته ومسيرة أسرته المهاجرة من إيطاليا، كما رُشّح عام 2021 لجائزة “داي تايم إيمي” عن برنامجه التلفزيوني. ورغم دخوله المستشفى قبل أشهر من وفاته، ظلّ يوجّه رسائل إلى متابعيه طلبًا للدعاء، مؤكدًا أن قوته تنبع من إيمانه ومن محبة الناس له.
برحيله، فقدت رود آيلاند والولايات المتحدة قاضيًا جمع بين روح القانون وقيم الإنسانية، وترك إرثًا من الرحمة سيبقى حاضرًا في أذهان من تأثروا بمسيرته ومواقفه.