إدارة الفيصلي عرفتها بـ مصطفى العدوان

كتب: عبدالحافظ الهروط

101

 

بعيداً عن الإنجازات التي سجلها النادي الفيصلي، ولم ينجزها ناد محلي، ولكن لا أظن إدارة من إدارات الاندية الأردنية، على مر التاريخ الذي لا أعيه في مسيرة الفيصلي، قبل أن يتولى شؤونها-ولا أقول رئاستها- الشيخ مصطفى العدوان، رحمه الله، كانت مثيلة لإدارته ولما عرف عنه، من حكمة ووفاء وتضحية ودعم وجهد وشخصية.
مصطفى العدوان، الذي جعل مبنى الفيصلي، مزاراً لكل رجالات الأردن وأبنائها، بدءاً من قيادة الحُكم، وانتهاء بأصغر طفل من الجمهور الأردني.
كان الشيخ مصطفى، لكل الاندية الأردنية، وتعامل مع أكثر اللاعبين منافسة وحساسية رياضية،للاعبي الفيصلي، من الوحدات والرمثا، كما لو هم يلعبون لفريق النادي.
قصص رواها لي نجما الرمثا وليد الشقران وخالد الزعبي، رحمهما الله، ورئيس نادي الوحدات الأسبق فهد البياري، أمد الله بعمره، وأُضيف لهم الجزراوي، الإعلامي الكبير الزميل الدكتور بسام هارون، رحمة الله عليه، قصص لا تُصدّق لو لم يكن الرواة من أشد المنافسين وأشرسهم في أنديتهم، للنادي الفيصلي، وقالوا: مصطفى العدوان، كان لاعباً ذكياً، ولكنه شيخ في إدارته لم يجاره إداري ولا رئيس.
وقال عنه المرحوم مظهر السعيد، حين كان مدرباً لفريق الفيصلي، ” كنت أشرح للاعبين خطة لإحدى المباريات، وإذ بعضوي مجلس الادارة، يدخلان الغرفة، فسألتهما عن سبب مجيئهما، فقالا لنعرف من تشارك بالتشكيلة اليوم، فطلبت منهما السماح بالخروج، وكان ردهما أنهما عضوان في مجلس الادارة، فقلت، إما أن تخرجا، وإما أن أترك الفريق.
خرجا وأخبرا الشيخ مصطفى، فغضب وقال لهما، لا يجوز أي شخص مهما كان أن يتدخل بشأن المدرب، ولكنه أخذ بخاطرهما ممازحاً “أنتو مش عارفين إنه شركسي”؟!.
أكتب، عن الراحل مصطفى، لا غيره، مع أن رئيس نادي الرمثا، كان أكثر رئيس قاد وعلى مستوى المملكة، لا بالعالم ، إدارة ناد، وهو الرمثا.
الشيخ مصطفى، الذي احترمه عليّة القوم، ومن هم في الوسط الرياضي، وكانت الجماهير على اختلاف أهوائها لأنديتها، تهابه، لأنه يعشق اللاعبين والجمهور على حد سواء.
هذا ليس فيه غمز أو لمز لأي رئيس من رؤساء الاندية الأخرى، في ذاك العهد، ولكن الكتابة عن هذا الرمز الفيصلاوي، وعن الفيصلي، دفعتني لما وصل اليه هذا النادي العريق، لأمور أخرجته منذ سنوات عن مساره ومسيرته.
مدربون لا يكملون الشهر، و”لجان مؤقتة” تتولى مجلس الادارة، ولاعبون يغادرون بذريعة الاحتراف وكان من قبلهم من يتمنى ارتداء قميص الفيصلي، وجمهور يعصف بكل هذه المنظومة، وهو الذي يقرر حل الادارات ويقصي الأجهزة الفنية، ويضغط لاستقطاب هذا اللاعب، وإنهاء عقد ذاك.
وللأسف، أن من يدعم هذا الجمهور، إعلام منفلت لا يعي خطورة ما يجري، حتى الذين يدّعون أنهم أبناء مهنة وأصحاب خبرة، والأكثر “ضرباً” بالمدربين، وعوناً للجمهور، هم بعض من أعضاء الادارة ذاتها.
هذا السلوك لا يمكن أن يخدم الفيصلي، وسيحمّله مديونية فوق طاقته، وسيقدم النادي للرأي العام، بصورة منفّرة، لا يقبل بها لاعب أو مدرب أو إداري يدعم.
اقول لإدارة الفيصلي، ولجميع إدارات الاندية الأردنية، “المؤقتة” وغير المؤقتة، إن لم تكن لكم مسؤولية، وقدرة على التعامل مع ما يحدث، غادروا مواقعكم، وإلا فإن ما يحدث للمدربين سيأتيكم، واتعظوا بما حدث لغيركم من قبل.

قد يعجبك ايضا