الهجوم على أبو عابد والحبل على الجرار!
عبد الحافظ الهروط
.. إلا أن نظل نخض بالماء حتى يكون زَبَدَاً، لا زبدة.
في الأردن، المدرب والإدارة واللاعب، تحت المقصلة، وإلى أن يلحق بهم الجمهور، حيث هذا مع، وهذا ضد، فمن هو على صواب؟!
من هنا، قلنا إن جميع المدربين، بلا استثناء، دخلوا مباراتهم الأولى، وهم يشعرون بالضغط، ليس خوفاً من الخسارة، وهي لا شك، تجعلهم يشعرون بهذا الشعور، ولكن ضغط الجمهور هو الذي لا خلاص منه، حتى شمل بعض المدربين الذين حققوا الفوز!
اعتقد جازماً، أن أكثر المدربين المطلوب رؤوسهم، هم، مدربو الفيصلي والوحدات والرمثا.
مدرب الوحدات، قيس اليعقوبي، كان أول المغادرين، فعاد إلى تونس الخضراء، بقميص، لا علاقة له بقميص الفريق الذي دربه.
أما مدرب الرمثا، مليان رادوفيتش، فكانت نجاته، أن فاز فريقه على “المارد الأخضر”، فما مستقبله؟ لننتظر نتيجة أو نتائج المباريات المقبلة.
ولكن ماذا عن المدرب جمال أبو عابد، في ظل هذا الهجوم الذي لم يتوقف، مع أن الفيصلي فاز بالمباراة، وقلب نتيجة التعادل إلى الحصول على ثلاث نقاط بعشرة لاعبين، ولم يكن الجزيرة بهذا الضعف الذي يراه آخرون؟!
هذا الهجوم الصاخب، سيلحق به جمهور الحسين، إذا ما تعثر مدربه كيم ماتشادو، بخسارة الفريق أو حصل على نقطة، وهذا لا يعني أن بقية المدربين، سينامون على وسائد حريرية.
نعم، كلما كسب النادي جمهوراً، كان الضغط على إدارته ومدربيه ولاعبيه، أكثر.
هذا لا يجوز على الإطلاق، فالجمهور الذي يريد أن يحقق فريقه البطولة، فإن هذه الضغوط، هي من تسبب للإدارة وللمدرب والفريق التراجع في الأداء والنتائج، والعكس صحيح.
وكلما كان الوقوف وراء اللاعبين ومدربهم، بروح عالية وشحذ هممهم، وبأهازيج ترفع معنوياتهم عند الفوز والخسارة، فإن الفريق سيشق طريقه بكل ثقة، ويكون حقاً، قد تولدت لديه ثقافة رياضية، تقول إن كرة القدم لم تكن في مباراة أو بطولة لفريق يحتكرها.
وللذين لم يعاصروا الدوري قبل الاحتراف، نقول، إن الأندية قد احتفظت بمدربيها لمواسم، مع أنهم لم يحققوا بطولات مع فرقهم، وهناك من هبط بالفريق، ولكن الإدارة، أبقته.
ولعل ما حدث مع فريق الأهلي على وجه الخصوص، عندما قابل الجزيرة في مباراة فاصلة، تحدد هبوط الخاسر منهما، أكبر دليل على ثبات المدربين.
فاز يومها الأهلي، ونجا من الهبوط، واستطاع بقيادة المرحوم مظهر السعيد ليفوز بموسمين متتاليين، قبل أن يلتحق بالفيصلي، ويحقق معه ما لم يحققه مدرب وفريق اردني.
للجماهير نقول، آزروا فرقكم وأطلقوا لحناجركم الأهازيج، فالغضب لا يصنع انتصاراً،بل يسرّع إلى الهاوية.