عظمة صغيرة تعيد كتابة تاريخ تطوّر الطيران عند الطيور
العقبة اليوم – أعاد اكتشاف علمي حديث ترتيب فهم العلماء لتطوّر الطيران عند الطيور، وذلك بعد أن عثر باحثون من جامعة ييل وجامعة ستوني بروك على دليل يؤكد أن عظمة صغيرة تُدعى “الحمصية” (pisiform) ظهرت في أسلاف الطيور من الديناصورات قبل ملايين السنين مما كان يُعتقد. الدراسة الجديدة نُشرت في مجلة Nature العلمية، واعتمدت على تحليل دقيق لحفريات ديناصورات شبيهة بالطيور عُثر عليها في صحراء غوبي في منغوليا.
العظمة، التي طالما ظن العلماء أنها اختفت من السجل الأحفوري ثم عادت للظهور عند الطيور، تبيّن أنها كانت موجودة “مختبئة في مرأى العين” في معاصم الديناصورات، بفضل حفظ استثنائي للهياكل العظمية واستخدام التصوير الطبقي المحوسب ثلاثي الأبعاد. العظمة تلعب دورًا محوريًا في ربط عضلات الطيران ببنية المعصم، ما يساهم في تثبيت الجناح أثناء الطيران، وهو عنصر أساسي في قدرة الطيور على التحليق.
قاد فريق البحث الطالب أليكس روبنشتال بإشراف البروفسور بهارت-أنجان بولار، الذي أوضح أن العظمة الحمصية تتشكل داخل وتر عضلي كما يحدث مع عظمة الرضفة، لكنها تستقر لاحقًا في موضع عظمة معصم تقليدية، مما يجعلها فريدة من نوعها ومرتبطة مباشرة بوظيفة الطيران.
شمل التحليل أحافير نوعين من الديناصورات هما “سيتباتي” (Citipati) ونوع غير مُسمّى من فصيلة التروودونتيدات، وكلاهما من أقرب أقارب الطيور. وأظهرت النتائج أن العظمة الحمصية كانت صغيرة ولكنها مدمجة ضمن الجهاز العضلي في هذه الكائنات، وهو ما يتماشى مع امتلاكها لقدرات طيران بدائية محدودة.
هذا الاكتشاف يضاف إلى سلسلة أبحاث سابقة في جامعة ييل تربط بين الطيور والديناصورات، مثل تحديد العظمة المعروفة باسم semilunate carpal في الستينيات، ويؤكد أن أدوات الطيران بدأت بالتكوّن في الديناصورات قبل زمن طويل من نشوء الطيور الحديثة.