الحكام في إسبانيا يشرحون قراراتهم علنًا لأول مرة

العقبة اليوم –  تدخل كرة القدم الإسبانية مرحلة جديدة عنوانها الشفافية والانفتاح، بعد أن أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم عن سلسلة من الخطوات غير المسبوقة تهدف إلى تعزيز الثقة في المنظومة التحكيمية. فقد كشفت اللجنة الفنية الجديدة للحكام، برئاسة فران سوتو، أنها ستبدأ اعتبارًا من الموسم المقبل، الذي ينطلق في 15 أغسطس، بإصدار تفسيرات علنية حول الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، وهي خطوة لطالما طالب بها اللاعبون والأندية والجماهير ووسائل الإعلام على حد سواء.

وستتولى المتحدثة الرسمية باسم اللجنة، مارتا فرياس، شرح أسباب القرارات التحكيمية التي يتخذها الحكام في مباريات الدوري، وذلك بشكل دوري كل جولتين أو ثلاث جولات. ومن المقرر أن تتم هذه التوضيحات عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتصل إلى أوسع شريحة ممكنة من المتابعين. ويُعد هذا الإجراء الأول من نوعه في تاريخ التحكيم الإسباني، حيث سيتم التطرق إلى لقطات بعينها وتحليلها بشفافية أمام الجمهور، بعدما كانت هذه التفاصيل تُناقش داخل أروقة مغلقة فقط.

ويأتي هذا التحول ضمن خطة أوسع لإصلاح القطاع التحكيمي، بدأت في فبراير الماضي، وتشمل أيضًا إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في آليات تعيين الحكام. ولهذا الغرض، شُكّلت لجنة دعم فني تضم ثلاثة حكام سابقين (غريغوريو برنابي، ليسما لوبيز، وماركوس ألفاريز)، إلى جانب ممثل عن نادي إشبيلية، ولاعب سابق يُعيّنه اتحاد اللاعبين المحترفين، ومدرب سابق يختاره الاتحاد الإسباني. وستعمل هذه اللجنة إلى جانب خبير الذكاء الاصطناعي، شيما ألونسو، لتغذية النظام بالبيانات اللازمة لاختيار الحكم الأنسب لكل مباراة، بناء على معايير تقنية وسلوكية.

وقد تم الإعلان عن هذه الإجراءات خلال تقديم اللجنة الفنية الجديدة للحكام في مقر الاتحاد الإسباني لكرة القدم، في ما اعتبره مراقبون “نقطة تحول في تاريخ التحكيم الإسباني”، لا سيما في ظل تصاعد الانتقادات في المواسم الأخيرة بسبب غموض بعض القرارات التحكيمية، خاصة في المباريات الكبرى التي يكون طرفاها ريال مدريد أو برشلونة.

ويرى متابعون أن هذه الخطوة قد تُشكّل نموذجًا يُحتذى به في باقي الدوريات الأوروبية، إذا نجحت في تقليص الجدل التحكيمي وتحسين علاقة الحكام ببقية عناصر اللعبة، وهو ما يفتح الباب أمام تجربة أكثر عدالة ووضوحًا داخل الملاعب الإسبانية.