الأردن: هل غياب الموجات الحارة صيفًا ينذر بشتاء قاسٍ؟
بعد مرور 27 يومًا على بداية فصل الصيف من الناحية الفلكية، لم تتأثر المملكة لغاية اللحظة بأية موجات حارة على الرغم من الأيام التي شهدت فيها المملكة ارتفاع الحرارة عن معدلاتها العامة وأجواء حارة، إلا أن الأنظمة الجوية لم تتطور لتحقيق شروط تشكل الموجة الحارة لغاية تاريخه.
هل غياب الموجات الحارة صيفًا ينذر بشتاء قاسٍ؟
قال المختصون في طقس العرب، في تقرير كتبه صانع المحتوى الجوي عامر المعايطة، أن غياب الموجات الحارة في فصل الصيف في الأردن أو انخفاض درجات الحرارة عن المعدلات المعتادة لا يُعد مؤشرًا مؤكدًا على أن فصل الشتاء سيكون أكثر برودة.
ويعود ذلك لعدة أسباب نلخصها بما يلي:
أولًا: لا يمكن للطقس أن يتنبأ بالمناخ
يعبر الطقس عن الظروف الجوية في منطقة جغرافية معينة لفترة زمنية قصيرة، بينما يعبر المناخ على أنماط طويلة الأمد، وليس على أحداث جوية منفردة، ولا يمكن لفصل واحد أو لفترة زمنية قصيرة في فصل الصيف أن تحدد أو تتنبأ بسلوك فصل آخر مثل الشتاء.
ثانيًا: اختلاف سلوك الغلاف الجوي
ويعتمد شكل الفصول أو المواسم الشتوية على سلوك الغلاف الجوي في ذلك الوقت، كما يتأثر الغلاف الجوي بعوامل وظواهر عدة مثل النينيو واللانينا والتي تحدث في مياه الجزء الاستوائي من المحيط الهادئ، حيث تتأثر مواسم الشتاء في المملكة إحصائيًا إلى حد ما بهذه الظاهرة. ففي مواسم النينو يكون موسم الشتاء أكثر أمطاراً وادفئاً من ناحية درجات الحرارة بينما تعيش المنطقة شتاء أبرد مع قلة الأمطار في مواسم اللانينا مع عدم الجزم وإغفال العوامل الجوية الأخرى التي سنذكرها لاحقًا.
ومن العوامل المهمة والتي تؤثر بشكل كبير على شتاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية، هي عامل تذبذب القطب الشمالي (AO)، والذي يفسر سلوك الضغط الجوي في الدائرة القطبية الشمالية ويؤثر بشكل كبير على سلوك التيار النفاث القطبي، حيث يؤدي انخفاض الضغط الجوي في الدائرة القطبية الشمالية إلى حركة قوية للرياح حول القطب الشمالي وبالتالي قبة قطبية قوية ومتماسكة، وعلى العكس تضعف حركة الرياح حول القطب عند ارتفاع الضغط الجوي هناك مما يؤدي إلى اندفاع التيار النفاث القطبي إلى العروض الوسطى وربما الدنيا.
وتلعب حرارة البحار والمحيطات كحرارة شمال المحيط الأطلسي والبحر المتوسط دورًا هامًا في تحديد سلوك الموسم الشتوي، حيث تؤثر بشكل كبير على سلوك الغلاف الجوي في حال البرودة والدفء والذي يؤثر بشكل مباشر على حركة الكتل الهوائية الباردة والمرتفعات الجوية خلال فصل الشتاء.
ونستنتج من ذلك أن حرارة البحار والمحيطات تلعب دورًا هامًا في توزيع وسلوك الضغوط الجوية خلال فصل الشتاء.
إذن وملخصًا لما سبق يعتمد ضعف وقوة الموسم المطري أو دفئه وبرودته على عدة عوامل وظواهر جوية، ولا يمكن لسلوك فصل الصيف وحيدًا أن يحدد شكل الموسم الشتوي المقبل، وهذه القاعدة لا تعتبر ثابته رغم أنها قد تحدث في بعض السنوات.
(طقس العرب)