نتنياهو يتهم حماس بإفشال الصفقة وغزة على شفا انهيار صحي

في تصعيد جديد يعكس تعقيدات ملف صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسلسلة تصريحات حادة، مؤكدًا أنه وافق على مقترح الجنرال نيتسان ويتكوف ومبادرات الوسطاء الدوليين لإتمام صفقة تبادل، إلا أن حركة حماس رفضت تلك المقترحات، بحسب قوله.

وقال نتنياهو في خطاب متلفز، إن إسرائيل تريد صفقة تبادل، لكن “ليس صفقة تتيح لحماس البقاء وإعادة التسلح”، مشددًا على أن أي اتفاق “يُبقي حماس قادرة على تكرار جرائمها غير مقبول”.

وأضاف: “نحن عازمون على استعادة المختطفين، ولكن مع القضاء على حماس أيضًا”، في تأكيد مزدوج على الرغبة في إنهاء ملف الأسرى، مع التزامه بالهدف العسكري المعلن.

وفي لهجة انتقادية، اتهم نتنياهو وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ”ترويج دعاية حماس”، قائلًا إن الاستطلاعات التي تُظهر دعم أغلبية الإسرائيليين لصفقة تبادل “تمت هندستها”، لأنها لا تسأل المواطنين ما إذا كانوا يريدون بقاء حماس في غزة بعد الاتفاق.

من جهة مقابلة، ردّت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين على تصريحات نتنياهو، متهمة إياه بمحاولة خلق صورة زائفة وكأن “الاتفاق الشامل مستحيل”، مضيفة أن: “الحكومة فشلت مرارًا في إعادة المختطفين بسبب مصالح سياسية ضيقة”.

وأكدت الهيئة أن أكثر من 80% من الشعب الإسرائيلي يريد اتفاقًا يعيد كل المختطفين وينهي القتال، ووصفت من يعرقل التوصل إلى الصفقة بأنه “يتصرف بخبث ضد إرادة الشعب لأهداف سياسية”.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق بغزة

بالتوازي مع التراشق السياسي، تزداد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة سوءًا، حيث حذّر مدير مجمع الشفاء الطبي لقناة الجزيرة من أن مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل غدًا في حال لم يتم تزويدها بالوقود فورًا.

كما كشف المدير العام لوزارة الصحة بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي أدخل كميات محدودة من الوقود لا تكفي إلا لتشغيل المستشفيات لبضع ساعات فقط. وأشار مسؤولون طبيون إلى أن غرف العناية المركزة وحضانات الأطفال مهددة بالتوقف إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

وفي السياق، ذكرت اليونيسف أن أكثر من 5,800 طفل في غزة تم تشخيصهم بسوء التغذية في يونيو وحده، محذرة من أن “أجساد الأطفال تنهار وتتدهور بشكل متسارع”، داعية إلى إدخال المساعدات بشكل فوري وعلى نطاق واسع.

خسائر فادحة جراء الغارات الإسرائيلية

على الأرض، تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية بعنف، حيث أفادت مصادر طبية بوقوع 92 شهيدًا منذ فجر اليوم، بينهم 52 في المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع. كما أُفيد عن استشهاد عائلة كاملة من 5 أفراد بينهم 3 أطفال في قصف استهدف خيمتهم في خان يونس.

في الوقت الذي تتعثر فيه جهود صفقة التبادل، تعيش غزة تحت ضغط إنساني غير مسبوق، بين انهيار وشيك للمنظومة الصحية، واستمرار الهجمات الجوية، في ظل غياب أي أفق سياسي واضح ينهي المعاناة المستمرة منذ تسعة أشهر.

(وكالات)