الفحيص تباع في المزاد .. والحكومة تتفرج

166


الفحيص تُباع في المزادوالحكومة تتفرّج

حسام مضاعين

الفحيص، هذه المدينة الوادعة المسالمة، تخوض اليوم معركة وجودية أمام شركةلافارج، التي تسعى لبيع أراضي الإسمنت قطعة بعد الأخرى لأي جهة كانت، ضاربةًبعرض الحائط رأي أهالي المدينة، الذين عانوا على مدى سبعة عقود من الخرابوالتلوث البيئي، بسبب صناعة الإسمنت. لقد ألحقت هذه الصناعة أضرارًا جسيمةبالمدينة وسكانها، وحوّلت كروم العنب إلى أنقاض ونفايات صلبة، وحفريات لا تصلحللحياة في الجزء الأكبر منها.

قانون الإعسارغطاء للبيع؟

تسعى شركة لافارج اليوم إلى بيع ما تبقى من الأراضي الصالحة للحياة، وتحت ذريعةحاجتها للسيولة النقدية، لإنقاذ نفسها من الخسائر المتلاحقة، ولم تكتفِ هذه الشركةببيع 320 دونمًا سابقًا تحت مظلة قانون الإعسار، بل أعلنت قبل أيام نيتها بيع 110 دونمات إضافية في قلب مدينة الفحيص، لمن يدفع أكثر، متجاهلة تمامًا الأثر الكارثيالمحتمل على النسيج الاجتماعي والعمراني للمدينة.

الفحيص ليست للبيع

المقلق أن الأراضي المعروضة للبيع تُعد من القليل المتبقي من اراضي الأسمنت القابلةللحياة ، ما يفتح شهية البعض من تجار الأراضي والسماسرة، للاستفادة من هذا الصيدالثمين، ويهدد بتحويل المدينة إلى مجمعات إسمنتية تفتقر إلى الروح والهوية. وليسمستغربا أن تترك هذه الشركة الأجنبية ما تبقى من الأراضي غير الصالحة للحياة لأهاليالفحيص، كمكافأة لهم على صبرهم وتحملهم لعقود من التلوث والخراب، ثم تديرظهرها لهم وللوطن بأكمله.

أين الحكومة؟

أليست الفحيص جزءًا أصيلًا من هذا الوطن العزيز على قلوبنا؟ أليست هي ذاتالمدينة التي نشيد بها كنموذج للثقافة والمحبة والوئام؟ أليست المدينة التي ترفع رايةالأردن عاليًا بمهرجاناتها ومؤسساتها الثقافية والرياضية والاجتماعية؟

أسئلة كثيرة تراود أهالي الفحيص، وأهمها: لماذا تقف الحكومة موقف المتفرج علىهذه المعركة التي تدور رحاها بين مدينة مسالمة وشركة أجنبية عملاقة.

إن غياب الموقف الرسمي الحازم يثير الشكوك حول وجود مصالح متشابكة، ويعززالشعور بأن حقوق المواطنين يمكن أن تُباع بثمن بخس، في ظل غياب الشفافيةوالمحاسبة.

دعوة إلى رئيس الوزراء

وفي الختام، يوجه أهالي الفحيص دعوة إلى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، الذيلم يترك مدينة أو قرية في الأردن إلا وزارها في جولاته الميدانية ، لزيارة الفحيصوالاستماع إلى سكانها ومؤسساتها، والاطلاع عن كثب على حجم الضرر الذي سيلحقبالمدينة إن مضت لافارج في تنفيذ مخططاتها.

إن الفحيص التي توحدت اليوم بكافة اطيافها، في موقفها، وتفهمها لأهمية تنظيمالاراضي، لم تترك العذر  لاي كان، بأن المجتمع منقسم على ذاته تجاه قضيته الرئيسية،وإنها اي الفحيص لا تطالب بالمستحيل، بل بحقها في تقرير مصير أراضيها، والحفاظعلى هويتها، وضمان مستقبل أبنائها.

فهل من مجيب؟

قد يعجبك ايضا