وداعاً “أبو سمير”

كتب: عبدالحافظ الهروط

141

أعرف أنك غادرت الدنيا، وفي نفسك عتب عليّ، لأن الاتصال انقطع منذ سنوات، وهذا ليس من “طبع المحبين”.
ولكنك كنت تعلم علم اليقين، بأنه ما كان هذا الانقطاع بيننا يصل إلى ذروة الغياب، لأمر شخصي بالنسبة لي، ولكني أحسبه أنه لم يكن لحظة لخلاف، وأن سيرتك عندما كنا نتعرّض لها، نحن محبّوك، ما كانت إلا خيراً.
وهو الغياب ذاته، الذي ما خطر يوماً على بال فرد من أفراد أسرة نادي القادسية، التي التفّت حولك، لتظل رئيساً للنادي، حتى كانت الصحف اليومية، تسبق أيام إجراء الانتخابات لتقول “محمد حمدان .. رئيس بالتزكية”!.
جئتُ الى النادي لاعباً، وكنتَ أنت رئيساً منذ سنوات، وعشتُ سنوات في القادسية، فعرفتُ كم كانت هذه “الأسرة” تشدّ من أزرك وتقف بـ”ظهرك”.
ولأنك إداري النزعة، كان سجلّك الرياضي يدفع بك من إتحاد إلى اتحاد، وصولاً للجلوس إلى طاولة الاجتماعات التي يرأسها “سمو الأمير عبدالله بن الحسين” رئيس اتحاد كرة القدم، آنذاك.
أخذتني السنوات بعيداً عن القادسية، وبحكم العمل في صحيفة الرأي، وبحكم عملك رئيساً للنادي وعضواً، هنا، وهناك، في العمل الرياضي، كان التواصل دائماً بيننا، سواء حول فريق كرة القدم وهو الذي ظل في معظم مواسم اللعبة، من يخلط الأوراق ليفوز هذا الفريق ببطولة الدوري، أو يحرم ذاك منها، أو حول أمور تتعلق بالزملاء أبناء النادي، وما يجري على الساحة الرياضية بشكل عام.
هبّت على النادي “رياح الدمج”، فاتصلتُ بك من هاتف الرأي قائلاً”يا أبو سمير الآن كتبتوا شهادة وفاة القادسية”، وكنت أعني الهيئة العامة وعلى رأسها مجلس الادارة”، فكان ردك “إطمئن”.
سارت الأيام، وجرى ما جرى، وعدتُ مع الأخوة إلى بناء النادي من جديد، ولكن “دنيا القادسية” تغيرت، وذهب هذا، وذاك، كل في طريق، إذ تجددت الإدارات، وما عاد لك جهد تواصل به مسيرتك، وهذه سنّة الحياة، ودرب الرياضة.
أكتب هذا في رحيلك، وأنا أُشهد الله على نفسي، بأنني صادق بما قلته الآن.
أعذرني أيها الأخ الكبير، عن عدم المرور على سيرتك الرياضية الطويلة الحافلة بالعطاء والإنجازات ، لأن هناك العشرات والمئات من هم أكفأ وأقدر مني على تناولها.
سامحيني يا أبا سمير ، يرحمك الله، ويكرم نزلك، والعزاء الحار لأسرتك، ولنا جميعاً، ولا أقول إلا “إنا لله وإنا اليه راجعون”.

قد يعجبك ايضا